رغم ان وسائل اعلام وسياسيين كثر علّقوا على ما تمّ تداوله منذ يوم الاحد الماضي من ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيروّج خلال زيارته البابا في روما أن “حزب الله” يحمي المسيحيين في لبنان”، إلا ان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية لم يختر الا ان يرد على عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي دون سواه في بيانه.
بما يشبه “صحوة الموت” إعلامياً، غرّد اعلام بعبداً “موهولاً” عند الساعة 10:30 من ليل الاربعاء أي بعد 4 ايام على تداول الخبر وفي اليوم الثالث على جواب بو عاصي على سؤال وجه له في مقابلة اذاعية. فالامر لا يحتمل طلوع الضو!!! فنفى البيان قول عون “حزب الله يحمي مسيحيي لبنان”، مدعياً زوراً ان من اطلقه هو النائب “بيار ابي عاصي” وأقل الايمان ان يعرف المكتب الاعلامي اسماء نواب الامة واسم من كان وزيراً في اولى حكومات “العهد القوي”. مع العلم ان مقابلة الرئيس عون الى صحيفة “لا روبابليكا” لم تكن بعيدة عن تلميع صورة “حزب الله” خصوصا عبر قوله ان “لا تأثير للحزب على الواقع الامني الداخلي للبنان”.
يبدو ان قاموس الرابية اللغوي من “خريان” الى “ما بيوصل لتحت زناري” إنتقل الى بعبدا، فلم يكتف اعلام رئاسة الجمهورية بنفي الخبر بل إستفاد منه ليشن هجوماً على حزب “القوات اللبنانية” متهماً اياه بإطلاق “الافتراءات” وبترويج “الاضاليل” والقيام بـ”الحملات المسعورة المعروفة الاهداف”، وإنضمت كلمة “مسعورة” الى لغتنا الرسمية!!!
صحيح ان مواقف الرئيس عون معروفة بهذا الخصوص كما جاء في البيان، فمسيرته وتياره أقلّه منذ اتفاقية مار مخايل عام 2006 تؤكد بالممارسة لا بالكلام التخلي عن دور الدولة بالدفاع عن ابنائها المسيحيين والمسلمين لمصلحة “حزب الله”.
فيا ليت هذه الحماسة برفض مقولة “حماية حزب الله للمسيحيين” شاهدناها لدى العونيين عقب المؤتمر الصحافي للأمين العام للحزب في 18 /10/2021 حيث تحدث عن “تاريخ “حزب الله” في حماية المسيحيين في وجه “داعش” مثلاً أو يا ليتهم يكفون لتبرير تفاهم “مار مخايل” عن القول إنه لمنع الحرب الاهلية!!!
بيان رئاسة الجمهورية على بو عاصي دون سواه يفرض أسئلة مشروعة: هل الرد أشبه بزيارة الرئيس عون كسروان عشية الانتخابات النيابية عام 2018 وقوله “أنا شامل وشامل أنا” في محاولة عشية انتخابات 2022 تعويم مرشحي “التيار” في القضاء عبر إستهداف إندفاعة بو عاصي الشعبية من جهة وخلق إشكال لجمع العونيين ضده في قضاء كان معقلهم التاريخي؟!! أم ان وصف بو عاصي يوماً لعون بـ”غول الموت” خلق شراهة لديهم للتص,يب عليه كلما اتيحت لهم الفرصة؟!!