مرّت عشر سنوات على عملية إختطاف متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران بولس اليازجي، ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الارثوذكسي المطران يوحنا ابراهيم، فحضرت هذه القضية من جديد، ولكن جرحها لم يختم ورمزيتها عادت الى الاذهان وسط أخبار إيجابية وسلبية، القضية تعاد كل عام لإستذكار المطرانيين عبر تنظيم لقاء تضامني، من قبل اللقاء الارثوذكسي والرابطة السريانية تحت عنوان " لن ننسى ولن نسكت".
فبعد 10 سنوات بالتحديد على عملية إختطاف المطرانين، يبدو ان الامل ُفقد بعودتهما سالمين على الرغم من التدخلات والمساعي التي حصلت من دون اي بادرة ايجابية… فالمعاناة بدأت في هذا اليوم من العام 2013 حين اقدم مسلحون قرب مدينة حلب على الحدود السورية - التركية على خطفهما، والعملية جرت حين كان المطران اليازجي في الجانب التركي من ابرشيته التي تمتد من حلب الى انطاكيا، وقد ذهب المطران ابراهيم لاصطحابه، وفي طريق عودتهما الى حلب اوقفتهما مجموعة مسلحة قامت بقتل السائق وخطفت المطرانين، من دون ان تظهر اي صور او تقارير او مطالب للخاطفين، كما تجري العادة حين تتم اي عملية خطف، وبالتالي لم تتبنّ اي جهة خطفهما رسمياً، لكن ما عُلم لاحقاً هو ان الجهات الخاطفة سلمتهما الى تنظيم داعش.
الى ذلك جرى تحّرك كبير حينها من قبل الكنيسة، فقام على الفور بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي بزيارات الى الخارج لطرح القضية، وهو أثار الملف مع الرئيس الروسي ونائب الرئيس الأميركي وملك الأردن وأمير الكويت وولي العهد الاماراتي، كما جال ضمن سلسلة زيارات اوروبية، من دون ان تظهر معطيات ايجابية حول مصير المطرانين، وفي الاطار عينه شهدنا تحرّكاً على خط قطر، تمثل بتوّجه البطريرك الماروني بشارة الراعي الى الدوحة، طالباً من أمير قطر المساعدة في الإفراج عنهما ، فضلاً عن وساطة اخرى قام بها المدير السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم من خلال زيارته سوريا مرات عدة، لكنه لم يصل الى نتيجة .
وفي هذا الاطار ابدى مرجع كنسي خلال حديثه لموقع LebTalks آسفه الشديد لوصول قضية المطرانين اليازجي وابراهيم الى طريق مسدود، وقال: "لا أعلم ما هو السبب وما الخطيئة التي إرتكبها هذان الحبران الجليلان ليُخطفا؟
وحول إمكانية ان يكونا على قيد الحياة، قال: " في حال كان مصير المطرانين الاستشهاد فسوف يصبحان قديسيّن لان الشهادة درب مباركة، ورأى ان عملية الاختطاف هذه تعتبر خطفاً لكل مسيحي ومسلم مؤمن بالله، مؤكداً إدانته لكل مَن يحمل السلاح ويهدم كنائسنا ويعتدي على رموزنا".
وعن مدى وجود اتصالات بعد 10 سنوات من اجل هذه القضية، اشار الى اننا لم نترك مناسبة إلا وطرحنا هذه الملف، فالبعض يقول انهما على قيد الحياة وآراء اخرى تشير الى عكس ذلك، لكن بعد مرور هذه السنوات نشعر أننا مكبّلون، لاننا لا نملك اي معلومة وهذا مؤسف جداً.
وختم المرجع الكنسي بسؤال:" كيف يخطفون مَن يمثلان اسس المحبة ويدعوان الى العيش المشترك؟
