غداً ينتهي إضراب اطباء لبنان ومستشفياته الذي مضى عليه اسبوع، احتجاجاً على الحكم الصادر في ملف الطفلة إيللا طنوس، التي بُترت أطرافها الأربعة قبل 6 سنوات نتيجة خطأ طبي كما يقول اهلها، فيما على خط الاطباء الذين عاينوها، فالرأي يختلف لانّ جرثومة ادت بها الى هذا الوضع المرير، فإضطروا الى البتر حفاظاً على حياة الطفلة.
الحكم الصادر عن محكمة الإستئناف الذي قضى بدفع عطل وضرر بقيمة 9 مليارات ليرة، ودخل شهري مدى الحياة بمقدار أربعة أضعاف الحد الأدنى للأجور، إضافة الى مبلغ 500 مليون ليرة لكل من والديّ الطفلة، وصفه الاطباء بالجائر لانهم قاموا بما يُملي ضميرهم خلال معالجة الطفلة، والجرثومة sreptocoq التي اصابتها تؤدي عادة وبنسبة كبيرة تصل ما بين 50 الى80 في المئة الى الوفاة . واصفين مبالغ التعويض بالخيالية، التي لا يستطيع احد تحمّلها، وقد طالبوا الدولة بأن تتكّفل بمعالجة الطفلة ايللا مدى الحياة وليس المستشفى.
كما انّ تداعيات الحكم ستؤثر من الان فصاعداً على القطاع الطبي في لبنان، لان الاطباء سيرفضون معالجة الحالات المرضية الصعبة، كي لا يتحمّلوا اي مسؤولية ينتجها المرض، وكل هذا يأتي بالتزامن مع هجرة الاطباء المخيفة، التي تنذر بإنهيار قريب للقطاع .
إنطلاقاً من هنا لا تزال قضية إيللا تتفاعل، المؤيدون تعاطفوا معها لانها ستتحمّل وحدها الوجع مدى الحياة، وكل كنوز الارض لن تعيد لها اطرافها، فهي لم تعش سنوات الطفولة البريئة، بل الحزن وهي بعمر البرعم الصغير، وربما قد يخفف التعويض المادي، ولو بجزء بسيط جداً بعض الآمها المعنوية.
