قطاع حيويّ … فهل ينشط؟

136441Image1-1180x677_d

“لؤلؤة المتوسط” أو “سويسرا الشرق” ، تعاني في القطاع الأكثر تميزاً فيها، وهو قطاع السياحة الذي لطالما أعطى لبنان جرعة الأوكسجين بعد كل “خنقة” يمرّ بها، إلا أن هذا العام يبدو مختلفاً عن سابقاته لأسباب متعددة . في السنوات السابقة وخصوصاً عام 2019 (قبل ثورة ١٧ تشرين) شهد لبنان على زيادة 8% في عدد الوافدين مقارنةً بعدد الوافدين في عام 2018 (بحسب أرقام وزارة السياحة حينها)، ما يعني أننا تخطينا أرقام عام 2018 بزيادة 90 ألف وافد من مختلف الجنسيات.
أما في عام 2020 فقد شهدت السياحة العالمية ركوداً ، وكان لبنان من ضمن البلدان التي نالت قسطاً كبيراً من الخسارة بحيث قُدّرت الخسائر في المؤسسات السياحية فقط ب800 مليون دولار وكان ذلك بسبب إنفجار ٤ آب الذي كان له الدور الأكبر في وقف الحركة السياحية، كما ارتفاع أسعار تذاكر الطيران من وإلى لبنان في السنة المذكورة إضافة إلى جائحة كورونا والتي أدت إلى تدهور كبير في هذا القطاع على مستوى العالم مع إغلاق المطارات أمام المسافرين.
في العام 2021 ومع تفاقم الأزمة الإقتصادية في لبنان وإرتفاع سعر صرف الدولار وبدء انخفاض أعداد إصابات فيروس كورونا وصل عدد الوافدين إلى بيروت حتى شهر أيار إلى حوالي 100,000 وافد بمعدّل 4,500 شخص باليوم الواحد وكان أغلبهم من دول الخليج.
أما اليوم وفي ظل كل هذه التقلبات الدبلوماسية خصوصاً مع دول الخليج ، فإن اقتراب الإنتخابات النيابية، تهديدات إجتماعية ومعيشية كبيرة ما بعد الإنتخابات، والأهم الإزدهار السياحي الخليجي والمصري خصوصاً في الامارات، دبي، السعودية كلها أسباب بإمكانها أن تكون عائقاً بوجه الوافدين إلى البلد مغتربين كانوا أم سيّاح، لا سيما إن لم تقم الدول الخليجية على إعادة مكانة لبنان سياحياً على خريطتها وتشجيع مواطنيها للسفر إليه. إضافة إلى ذلك فإن لا بوادر حقيقية ومساعٍ تُذكَر من المعنيين والمسؤولين عن هذا القطاع لتشجيع السياحة وبالأخص سياسياً مع “الحرب” على مصرف لبنان ما يثير القلق أيضاً عند محبّي الإصطياف في لبنان.
فكيف سيكون الموسم هذا العام؟ وهل سنشهد قريباً على خطوات تشجيعية لإعادة إحياء السياحة اللبنانية من جديد؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: