تلقت السلطات اللبنانية بقلق بالغ تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي ربط فيها أي انسحاب إسرائيلي من الجنوب اللبناني ببدء تنفيذ قرار الحكومة اللبنانية القاضي بنزع سلاح "حزب الله".
وأكدت مصادر وزارية أنّ كلام نتنياهو يشكّل "إشارة سلبية" من شأنها أن تنعكس مباشرة على مهمة الموفد الأميركي توم براك، الذي وصل إلى بيروت مساء الاثنين آتياً من تل أبيب، للقاء المسؤولين اللبنانيين.
وأوضحت المصادر أن لبنان، من خلال تكليف الجيش في 5 آب إعداد خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام، قدّم "خطوة أولى ملموسة"، لكن إسرائيل قابلت هذه الخطوة ليس بمبدأ "خطوة مقابل خطوة"، بل بمطلب إضافي يتمثل ببدء تنفيذ نزع السلاح على الأرض، ليكون ذلك الشرط المسبق لانطلاق انسحاب تدريجي من النقاط التي لا توال تحتلها في الجنوب.
واعتبرت أن هذا التشدد الإسرائيلي "أعاد مهمة براك إلى نقطة الصفر"، محذّرة من أن "حزب الله" بدأ يلوّح بالشارع رداً على هذه المعادلة.
وفي بيان رسمي، وصف نتنياهو قرار الحكومة اللبنانية بأنه "بالغ الأهمية"، معلناً استعداد إسرائيل "لاتخاذ إجراءات موازية تشمل خفضاً تدريجياً لوجود الجيش الإسرائيلي، بالتنسيق مع الآلية الأمنية الأميركية"، شرط أن يبدأ الجيش اللبناني بتنفيذ عملية نزع سلاح الحزب.
البيان جاء عقب محادثات أجراها المبعوث الأميركي براك في تل أبيب، حيث اعتبر الأخير في 18 آب أن بيروت "خطت الخطوة الأولى"، داعياً إسرائيل إلى مجاراتها بخطوة مقابلة. غير أنّ التطورات الأخيرة بيّنت أن تل أبيب تسعى إلى تحويل "خطوة مقابل خطوة" إلى معادلة مختلفة: خطوة لبنانية أولاً، يليها لاحقاً انسحاب إسرائيلي مشروط ومحدود.