قمة كييف الخماسية: تحول تاريخي في حرب أوكرانيا

_99344225_hi025207645_1

منذ أيام قليلة انعقدت وعلى مرأى ومسمع من الإعلام العالمي القمة الأوروبية المصغرة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي في كييف ، وضمت الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي والمستشار الألماني اولاف شولتز والرئيس الروماني كلاوز يوهانس .

أهمية هذه القمة أنها تأتي في جو احتدام المعارك في الشرق الأوكراني وتسجيل القوات الروسية بعض التقدم على جبهة إقليم الدونباس الإنفصالي – وفي ظل أزمة غذائية تموينية خانقة بدأت تقض مضاجع الأوروبيين والعالم، مع توقف صادرات القمح والحبوب من مرفأ أوديسا إلى دول القرن الأفريقي والشرق الأوسط وأوروبا.

كما تأتي هذه القمة في لحظة يشعر فيها الأوكرانيون أن ثمة تقاعساً من بعض الدول الأوروبية بتأمين المساعدة للأوكرانيين ، خاصة في مجال التسلح لمواجهة الضغط العسكري الهائل للآلة العسكرية الروسية التدميرية .

أهم ما حققته القمة الاتي :

- أولاً : أنهت الضبابية التي خيّمت في الأسابيع القليلة الماضية على الموقف الفرنسي الرسمي، وبخاصة الرئيس إيمانويل ماكرون تجاه أوكرانيا حيث ساهم تصريحه الشهير في عدم وجوب إذلال الروس في إغضاب الأوكرانيين بما فُهِم منه مهادنة ومسايرة للروس على حساب سيادة أوكرانيا وحقها.وما ضاعف من عمق سوء التفاهم إمتناع الرئيس ماكرون عن زيارة كييف رغم اشتداد الدعوات من الداخل الفرنسي وخارجه ومن الأوكرانيين أنفسهم بضرورة إتمام تلك الزيارة، فيما كانت وجهة نظر الرئيس الفرنسي أن الذهاب الى كييف من أجل التقاط الصور غير مجدٍ إن لم يكن لديه ما يقدمه للأوكرانيين.

- ثانياً: وهذا ما حصل بالتحديد إذ حمل الرئيس ماكرون مع زعماء الدول الأوروبية الأربعة المرافقين الى الرئيس زيلينسكي، فضلاً عن الدعم والتضامن الكاملين معه ومع الشعب الأوكراني في صموده الباسل، إعلاناً بمنح أوكرانيا صفة مرشحة للانضمام الى الإتحاد الأوروبي.هذا الإعلان، بأهميته المعنوية للأوكرانيين سجّل أهدافاً عدة في آن، إذ من جهة أبلغ موسكو والرئيس بوتين رسالة مفادها أن أوكرانيا باتت الى حد ما جزءاً من العائلة الأوروبية، وبالتالي متابعة الحرب ضدها يعني في مكان ما متابعة الحرب على أوروبا، ومن جهة أخرى أحرج رئيس الوزراء الهنغاري فكتور أوربان المتطرّف الذي لا يزال يقف عقبة، كعداء في وجه انضمام أوكرانيا للإتحاد والذي سوف تبدأ الجهود الأوروبية إعتباراً من الآن لإقناعه بتغيير موقفه، ومن جهة ثالثة أكد الإلتفاف والتضامن مع الشعب الأوكراني ومعاناته ومآسيه، وقد تسنى للزعماء الأوروبيين أثناء وجودهم في أوكرانيا زيارة مدينة ايربين التي تعرضت لأبشع أعمال الحرب والتدمير والقتل الى جانب مدن أخرى كبوتشا وماريوبل وسواها.

- ثانياً: وهذا ما حصل بالتحديد إذ حمل الرئيس ماكرون مع زعماء الدول الأوروبية الأربعة المرافقين الى الرئيس زيلينسكي، فضلاً عن الدعم والتضامن الكاملين معه ومع الشعب الأوكراني في صموده الباسل، إعلاناً بمنح أوكرانيا صفة مرشحة للانضمام الى الإتحاد الأوروبي.هذا الإعلان، بأهميته المعنوية للأوكرانيين سجّل أهدافاً عدة في آن، إذ من جهة أبلغ موسكو والرئيس بوتين رسالة مفادها أن أوكرانيا باتت الى حد ما جزءاً من العائلة الأوروبية، وبالتالي متابعة الحرب ضدها يعني في مكان ما متابعة الحرب على أوروبا، ومن جهة أخرى أحرج رئيس الوزراء الهنغاري فكتور أوربان المتطرّف الذي لا يزال يقف عقبة، كعداء في وجه انضمام أوكرانيا للإتحاد والذي سوف تبدأ الجهود الأوروبية إعتباراً من الآن لإقناعه بتغيير موقفه، ومن جهة ثالثة أكد الإلتفاف والتضامن مع الشعب الأوكراني ومعاناته ومآسيه، وقد تسنى للزعماء الأوروبيين أثناء وجودهم في أوكرانيا زيارة مدينة ايربين التي تعرضت لأبشع أعمال الحرب والتدمير والقتل الى جانب مدن أخرى كبوتشا وماريوبل وسواها.

- رابعاً : قرار زيادة الدعم العسكري والتسلحي الأوروبي للأوكرانيين، بالإضافة الى الدعم المالي مهما طال الوقت كما أجمع الزعماء الأوروبيون على ذلك في كلماتهم في ختام القمة.

هذه القمة المصغرة، لكن التي ضمت أبرز الدول الأوروبية في كييف – هي بمثابة تحول تاريخي جديد في ملف الصراع الاوكراني – الروسي – وأولى ردود فعل الجانب الروسي عليها تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة بأنه لا يعتزم إجراء محادثات هاتفية حالياً مع رئيس وزراء إيطاليا ومستشار ألمانيا بعد زيارتهما كييف .فموسكو التي قد تحقق تقدماً على أرض الميدان عسكريًا – لا يمكنها التغاضي عن حقائق سياسية وجيو سياسية ليس أقلها أنها قد تكسب نسبياً في العمليات العسكرية ولكنها تخسر كل يوم أكثر فأكثر في السياسة : خسرت حياد فنلندا والسويد – خسرت رهان اجتياح كييف وإسقاط حكومة زيلينسكي – خسرت إبعاد خطر الناتو عنها مع طلب انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف – خسرت حب الشعب الأوكراني لا بل كسبت كراهية الاوكرانيين لأجيال وأجيال – خسرت رهانها باستعادة أمجاد روسيا الكبرى – تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والسلاح يومياً ... خسائر لا يمكن اعتبارها بسيطة لدولة بحجم تاريخها وطموحات رئيسها .

يمكن القول إن قمة كييف الخماسية الأوروبية الأخيرة باتت نقطة تحول تاريخية في مسار الحرب في أوكرانيا – فهل يبدأ معها العد العكسي لطاولة المفاوضات ؟

في اللحظة التي نختم فيها كتابة هذا المق، صدرت توصية من مفوضية الاتحاد الأوروبي بمنح أوكرانيا وضع الدولة المرشحة للإنضمام اإى الإتحاد الأوروبي وستتم مناقشة هذا الرأي في القمة الأوروبية في 23 و24 حزيران المقبل ...

للحديث تتمة ...

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: