رعت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي الاحتفال الختامي لإعلان بطل “تحدي القراءة العربي” للموسم التاسع للعام الدراسي 2025-2024، الذي نظمته مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في المديرية العامة للتربية، بالتعاون مع مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، قبل ظهر اليوم الأربعاء، في قاعة التدريب والمؤتمرات في الإدارة العامة لشركة طيران الشرق الأوسط في مطار رفيق الحريري الدولي.
وقد حضر الحفل، ممثل وزير الاعلام المدير العام لوزارة الإعلام حسان فلحة، ورئيس لجنة التربية النيابية النائب حسن مراد ومقرر اللجنة النائب إدغار طرابلسي وعضو اللجنة النائب أشرف بيضون، بالإضافة إلى القائم بأعمال سفارة الإمارات العربية المتحدة في لبنان فهد الكعبي، ومدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الدكتور فوزان الخالدي، إلى جانب المدير العام للتربية فادي يرق، والمدير العام للثقافة علي الصمد، ورئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء هيام اسحاق، ومدراء المؤسسات التربوية وأساتذتها وأولياء أمور التلامذة.
الخوري
في سياق الحفل، قالت مديرة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في المديرية العامة للتربية سونيا الخوري: “هذه المبادرة باتت مدماكاً مشرقاً لطموحات جيل عربي آمن بأن الكتاب ليس ماضياً منسياً بل مستقبل يصنع بالارادة والمعرفة”.
اضافت: “ان قراءنا اليوم هم اكثر حضوراً ونضجاً في التعبير واكثر وعياً في الاختيار. تسعة مواسم وكل كتاب يقرأ خطوة نحو انسان اكثر ادراكاً لذاته، واكثر انفتاحاً على العالم، واكثر إلتزاماً بقضايا مجتمعه. إن القراءة فعل بناء يومي، وهي متجذرة في جوهر رؤيتنا التربوية التي تقوم على التنشئة الحرة لا التلقين، وعلى الإبداع لا التكرار”.
الخالدي
بدوره، قال مدير إدارة البرامج والمبادرات في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: “بداية، لا بد من ان أعبر عن سعادتي لوجودي في لبنان والتحدث اليكم من خلال هذا الحفل الختامي في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وان نحتفل معا نخبة جدية من طلاب لبنان الذين يمثلون املاً وضماناً أكثر اشراقاً، وقد أظهر طلاب وطالبات الجمهورية اللبنانية قدرة كبيرة على الاستيعاب ومراعاة المعايير الدقيقة لتحدي القراءة العربية والتعبير عن الذات باللغة العربية، وهو ما بدا واضحاً طوال تصفيات الدورة التاسعة، بما يؤكد الإهتمام العميق من وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان بتوفير الشروط المثالية التي تتيح للطلبة زيادة معرفتهم وتقديم صورة مشرفة عن واقع التعليم والثقافة في لبنان”.
وتابع: “يسرني باسم مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تنظم حدث “تحدي القراءة العربي” منذ انطلاقه عام 2015، أن أشكر الإهتمام الشديد الذي أظهره اكثر من ثلاثة وعشرين الف طالب وطالبة، والعمل الدؤوب من قبل اكثر من مئة وسبعة وستين مشرفاً ومشرفة شاركوا في أكبر مشروع للقراءة في العالم. كما أشكر الدور الحيوي الذي لعبته 203 مدارس خلال منافسات التحدي على مستوى لبنان. وأوجه تحية خاصة الى 249 طالبا وطالبة من فئة اصحاب الهمم الذين قدموا دروسا في الإصرار وقوة الإرادة”.
اضاف: “تأتي النجاحات القياسية التي سجلتها الدورة التاسعة لتحدي القراءة العربي، امتدادا لما رسخته المبادرة منذ انطلاقتها برؤى واضحة حول الأهداف والتأثير الايجابي في المجتمعات العربية من خلال الاستثمار في الأجيال العربية الجديدة والارتقاء بقدراتها وامكاناتها عبر التركيز على نشر التعليم والمعرفة كأولوية عمل ونهج في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وفي دورتها التاسعة شهدت مبادرة تحدي القراءة العربي مشاركة قياسية وصلت الى اثنين وثلاثين مليونا ومئتين وواحد وثلاثين الف طالب وطالبة من خمسين دولة، يمثلون أكثر من مئة واثني وثلاثين الف مدرسة بإشراف مئة وواحد وستين الف مشرف ومشرفة”.
وقال: “لقد سجلت المبادرة في الثامن عشر من شهر كانون الأول عام 2024 انجازاً جديداً نعتز به في الجامعة العربية من خلال اعتماد وتبني مبادرة تحدي القراءة العربي، كمنهج تعليمي ودعم نشرها وتعزيزها من خلال احتفالية نظمتها في القاهرة لمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وسنواصل العمل من أجل ترسيخ ثقافة وقراءة اللغة العربية وتشجيع الاجيال الصاعدة على استخدامها في التعاملات اليومية”.
وختم: “أتوجه باسم فريق عمل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم وتحدي القراءة العربي بالتهنئة إلى أبطال تحدي القراءة العربي في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، والى ذوي الطلبة والمدارس المتميزة، والمشرفين المتميزين وكل الجهات الرسمية اللبنانية، وكل من ساهم بإنجاح الدورة التاسعة لتحدي القراءة العربي”.
كرامي
بدورها، قالت وزيرة التربية: “نجتمع اليوم لنحتفي بالكلمة التي تفتح الآفاق، وتحرر العقول. نحتفي بالقراءة، لا كهواية، بل كضرورة وجودية، وكسبيل إلى تكوين الإنسان العربي المفكر والمبدع. لقد استطاعت مبادرة “تحدي القراءة العربي”، التي أطلقتها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أن تخاطب شرائح واسعة من الأجيال الجديدة، بأساليب مبتكرة وغير تقليدية، أسهمت في تحفيز الطلاب العرب على المشاركة الفاعلة، موسما بعد آخر، حتى بلغنا اليوم الموسم التاسع. وقد أثبتت أنها لم تكن مجرد مسابقة مدرسية، بل حركة معرفية عربية عابرة للحدود، تعيد الاعتبار للقراءة وللغة العربية، في زمن التحديات الرقمية المتسارعة”.
أضافت: “لقد آمنت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، منذ انطلاق هذا التحدي، بأهمية هذه المبادرة، وشاركت فيها عاما بعد عام، بشغف ومسؤولية، انطلاقا من رؤيتنا المشتركة، حول مركزية المعرفة في بناء المستقبل، وتمكين طلابنا وطالباتنا من أدوات التفكير الحر والانفتاح الثقافي، وتعزيز ارتباطهم باللغة العربية، بوصفها ليست فقط وسيلة للتواصل، بل وعاء للحضارة، ومرآة للهوية، وجسرا نحو الإبداع والحداثة”.
وتابعت: “اللغة العربية، بما تختزنه من إرث حضاري معرفي عظيم، ليست فقط جزءا من ماضينا، بل من حاضرنا ومستقبلنا. ومن المهم أن يتقنها أبناؤنا، لا لأنها لغتنا الأم فحسب، بل لأنها لغة تحمل قيمنا، وسرديتنا، وذاكرتنا الجماعية، ولأن من لا يتقن لغته الأم، لا يمكنه أن يبني علاقة متوازنة مع العالم. وإننا في وزارة التربية، وانسجاما مع رؤية الحكومة اللبنانية، نضع في صلب أولوياتنا، إعادة الاعتبار للغة العربية، وتعزيز حضورها في مناهجنا، وممارساتنا التربوية، ومقارباتنا القرائية، تأكيدا على الالتزامنا العميق بهويتنا العربية، وعلى قناعتنا بأن استعادة دور لبنان التربوي والثقافي في محيطه، لا يمكن أن تتحقق دون تعزيز هذا الانتماء اللغوي والثقافي”.
وقالت: “في كل دورة من هذا التحدي، كنا نلمس عند أبنائنا عمقا فكريا يبعث على الاعتزاز، وقدرة على الكتابة، والتحليل، والتلخيص، والحوار بثقة وعقل منفتح. وبطلنا/بطلتنا، الذي/التي سنحتفي به/بها بعد قليل، هو/هي أحد/إحدى وجوه هذا النضج الثقافي الذي نفاخر به”.
في السياق، اضافت: “نتوجه بالتهنئة إلى الطالب الفائز بلقب “بطل لبنان”، وبالشكر الصادق إلى كل المدارس والثانويات، وإلى المديرين والمعلمين، والمشرفين والمحكمين، وإلى الأهل الذين دعموا أبناءهم، وشجعوهم على المطالعة. وأتوجه بالشكر أيضا إلى الفريق العامل في مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة، في المديرية العامة للتربية، وإلى السيدة صونيا الخوري، التي نسقت هذا الحدث الوطني. كما نثمن عاليا دور دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطلاق هذه المبادرة الثقافية الحية، التي أعادت إلى القراءة ألقها، وجعلتها عنوانا من عناوين النهوض العربي، ورافعة لمشروع لغوي، حضاري، جامع. فلنواصل معا هذا المسار، لأن أمة تقرأ، أمة ترقى. ومن يملك لغته الأم، يملك مفاتيح المستقبل”.
وختمت: “مبارك لبطل/لبطلة لبنان، ومبارك للبنان الذي ينهض بالقراءة، ويتقدم بأجياله الواعية، ويجدد التزامه، بأن يكون جسرا نابضا، بين عمقه العربي، وتطلعه إلى الحداثة”.
النتائج
وأعلن عن بطل التحدي عن التلامذة من ذوي الهمم، وسلم ممثل وزير الإعلام الدرع الى التلميذ ذو الفقار علي صبرة من ثانوية الرحمة – النبطية.
أما بطل التحدي التاسع فكان الطالب عبد الرزاق عبد الرزاق الاسمر من ثانوية المناهح في الشمال، وحصل كل من زهرة وهبة نحولي من ثانوية السفير في الجنوب على المرتبة الثالثة.
والمرتبة الثانية كانت من نصيب الطالبة مانيسا بلال أبو محمود من ثانوية المنارة الرسمية في البقاع.
وسلم بطل التحدي لعام 2024 الطالب عمر الشموري الدرع الى الطالب الفائز للعام الحالي.
يشار الى ان الطلاب الذين حصلوا على المراتب العشرة سيحصلون على مكافآت مالية، وستستضيفهم دولة الإمارات العربية المتحدة.
حفل إعلان بطل تحدّي القراءة العربي للموسم التاسع 2025 pic.twitter.com/I6qY70FpxR
— MEHE_Lebanon (@MeheLebanon) June 18, 2025