شدّدت ناشرة موقع LebTalks كريستيان الجميّل على أنّها “مواطنة لبنانية مؤمنة بهذا الوطن”، مؤكدةً أن “المعركة اليومية التي نواجهها هي من أجل الاستمرار، لأن قضيتنا الحقيقية هي البقاء في هذا الوطن، والالتزام بكلمة الحق لبناء لبنان الذي كان وسيبقى منارة الشرق”.
ورأت الجميّل في مقابلة عبر برنامج “بكل حرية” على قناة SuroyoTV Lebanon أنّ “هناك لبنانيين مؤمنين بهذه الأرض، لأن لبنان ليس فقط وطنًا، بل هو تاريخ وكيان ورسالة سلام، كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني”.
وتطرّقت إلى تجربة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، معتبرةً أنه “مثال على البقاء، إذ بقي في لبنان رغم الاعتقال، ثم عاد ليكمل مسيرته السياسية والنضالية”.
وبالنسبة إلى حق المغتربين بالاقتراع، لفتت إلى أنّ “المعادلة تغيّرت، فحين وُضع القانون، كان يحقّ للمغترب انتخاب 6 نواب فقط لأنه لم يكن يحق له الاقتراع في السابق. أما في انتخابات 2022، فقد نجح المواطن اللبناني في الاغتراب بالتعبير عن رأيه وغيّر في المشهدية الانتخابية”.
وأكدت الجميّل: “اليوم نخوض معركة تمكين المواطن اللبناني من انتخاب كامل نوابه الـ128. أما الفريق الذي يرفض ذلك، فهو يقول للمغترب اللبناني: لا يحقّ لك”.
أضافت: “الظروف التي أدّت إلى اغتراب المواطن اللبناني هي مسؤولية السياسيين أنفسهم، وهم من كانوا سببًا في هذا الاغتراب. المغترب مواطن، ومن حقّه الانتخاب، والمعركة قائمة لاستعادة هذا الحق، وسنربحها”.
وشدّدت على أن “المغترب لن يرضخ للضغوط السياسية والمالية، وسيتّخذ قراره الانتخابي بحرية وشفافية، ليمنح صوته لنواب يعملون لصالح لبنان، نواب سياديين لا يريدون زجّ البلاد في حروب متتالية”.
ولفتت إلى أن “فريق المعارضة سيحظى بدعم المغتربين، بينما الممانعة ترى أن تعديل القانون يُفقدها توازنها الانتخابي، ولهذا ترفض التعديل”.
وفي الشق الإقليمي، قالت الجميّل: “حزب الله زجّ لبنان في حرب إسناد لغزة لا علاقة لنا بها، ليعود ويوقّع هو ورئيس مجلس النواب نبيه بري على اتفاقية تضمّ مقررات القرار 1701، والتي لا يلتزم بها الحزب إلى يومنا هذا. وهذا ما يدفع إسرائيل إلى مواصلة الاعتداءات”.
وتابعت: “تدخّل الحزب في حرب غزة أعاد الاحتلال إلى بعض المناطق الجنوبية، وسبّب خسائر جسيمة للبنان”.
وفي الشأن الداخلي، رأت الجميّل أن “الحكومة، بشخص رئيسها نواف سلام، وبشخص رئيس الجمهورية جوزاف عون، تؤكّد على أن حصرية السلاح يجب أن تكون بيد الدولة اللبنانية، لكن التطبيق لا يزال بطيئًا، والمجتمع الدولي يراقب تنفيذ المقررات ضمن اتفاقية وقف إطلاق النار”.
وحذّرت من أن “الدولة اللبنانية لا تملك القرار المستقل، لأنها لا تزال خاضعة لسيطرة حزب الله والمشروع الإيراني”.
أضافت: “اليوم، إذا لم يلتزم الفريقان بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه دوليًا، فإن الوضع سيزداد سوءًا، خاصة أن القرار اتُّخذ فعليًا بتوافق أميركي، سعودي، خليجي، وأوروبي، بأنّ المنطقة متّجهة نحو سلام دائم”.
وعن مقولة حزب الله بـ”الانتصار”، علّقت الجميّل: “الحزب صادق حين يقول إنّه انتصر، لأنّه يعتبر الموت انتصارًا في عقيدته، لكن في الواقع، الموت والدمار والضحايا ليست انتصارًا. هذا تسويق شعبوي يتضارب مع مفهوم المقاومة كما روّج لها منذ 1982”.
وتساءلت: “ماذا قاومنا؟ إسرائيل دخلت واحتلت خمس نقاط، والجنوب اليوم مهدّد بأن يصبح منطقة منزوعة السلاح أو تحت الاحتلال مجددًا، تمامًا كما حصل مع الفلسطينيين”.
وأكدت: “علينا أن نخرج من دوّامة الحروب. هناك ترسيم جديد للمنطقة جغرافيًا وسياسيًا، ودول الخليج بدأت بتطبيقه. حتى الرئيس السوري أحمد الشرع تمكّن من فهم هذه المعادلة ورفض أن يكلّف بلاده مزيدًا من الدماء”.
واعتبرت الجميّل أن “الشرع دخل مسار التطبيع ويواجه انتقادات، رغم أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد نفسه تحدّث سابقًا عن اتفاقيات شملت الجولان، ولم نرَ أي اعتراض من الدول العربية. فلماذا إذًا كلّ هذه الضغوط على الشرع؟”.
وعن مصير لبنان، شدّدت على أنّ “كل شيء مرتبط بالإصلاحات وحصر السلاح، وإن لم نطبّق ما التزمنا به، فالوضع سيتجه نحو الأسوأ. فهناك قرار دولي لا عودة عنه، والمفتاح هو بقاء لبنان على الحياد”.
ورأت أن “تركيبة النظام الحالي ليست صالحة في هذه المرحلة. لبنان دفع ثمن الوجود الفلسطيني على أرضه، كما دافعنا عن القضية الفلسطينية، لكننا كنا أمام مخطط لإزالتنا وتحويل لبنان إلى وطن بديل”.
واعتبرت أن “المقاومة الحقيقية الوحيدة في لبنان كانت المقاومة المسيحية في أيام بشير الجميّل”، قائلة: “خضناها بكل فخر واعتزاز، دفاعًا عن لبنان، لا عن بلد آخر”.
أضافت: “لقد خضعنا سابقًا للوصاية السورية، واليوم للوصاية الإيرانية عبر أذرعها وفي مقدّمتها حزب الله. وإن لم يكن لبنان أولوية، فأفضّل أن أتركه لهم”.
وتابعت: “أُتيحت لنا فرصة ذهبية لبناء وطن عبر إصلاحات فعلية، سنّ قوانين، تقوية القضاء، وتعزيز الأمن، لكننا نصرّ على التراجع، وتكبيد البلاد خسائر إنسانية ومادية خدمةً لمشروع الملالي”.
وسألت: “المشروع الإقليمي قائم، لكن هل سيكون للبنان دور فيه؟”.
أضافت: “بري يتمتع بشرعية رئاسة مجلس النواب، لكن لا يمكنه التصرف كرئيس لحركة أمل فقط أو كحليف للحزب، بل عليه مراجعة أدائه كرجل دولة”.
وقالت إن “هناك مكابرة من حزب الله وقياداته، لكنهم في قرارة أنفسهم يعرفون أنهم خسروا جناحهم العسكري، رغم كل ما يروّجونه من انتصارات وهمية. اليوم معركتهم سياسية، لأنهم يعلمون أن تسليم السلاح قبل الانتخابات سيكلّفهم خسائر برلمانية، ولهذا يمارسون الضغط على الرئاسات، لكن برأيي لن ينجحوا في المماطلة حتى موعد الانتخابات”.
وأشادت بدور الرئيس عون: “الخلفية العسكرية لعون فرضت الانضباط والأمن، ما أنقذ لبنان من صراعات كانت كفيلة بأخذه إلى الهاوية. إلا أن الدولة لا تزال تحت هيبة الحزب، الذي كان لفترة طويلة هو الدولة”.
وأردفت: “الخطة موجودة، لكن التطبيق بطيء. عون وسلام متمسكان بحصرية السلاح، في حين يحاول بري الموازنة بين الولاء للحزب والانتماء إلى الدولة”.
وشدّدت على أن “الحزب تلقّى ضربة خارجية وداخلية، ولم يعد يملك الإمكانات المالية والعسكرية، خصوصًا بعد سقوط نظام الأسد. حتى الرد على الضربات الإسرائيلية لم يعد ممكنًا، لافتقاره إلى القدرات، وهو أصلاً موقّع على اتفاقيات دولية تمنعه من ذلك”.
وعن النظام الإيراني، ختمت بالإشارة إلى أنّ “الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحًا حين قال إنّ الشعب الإيراني هو من يجب أن يغيّر النظام. هدفه كان وقف تخصيب اليورانيوم، لأن القنبلة النووية الإيرانية، لو طُوّرت، كانت ستُستخدم من دون التفكير بما قد تُلحقه من دمار في المنطقة”.
وعن الرابطة المارونية، شدّدت الجميّل على أنّ “الحضارة المارونية متجذّرة، تشبه لبنان، ومنفتحة على الجميع”، قائلة: “سأعود إلى أيام السياسة المارونية في عهد كميل شمعون، التي أوصلت لبنان إلى لقب سويسرا الشرق. وكلّنا أمل أن تستعيد الرابطة، بقيادة رئيسها مارون الحلو، دورها القيادي لحماية هذه الحضارة والحفاظ عليها”.