في ظل الغبار الذي أثير مع كلام الراهبة مايا زيادة في مدرسة راهبات الحبل بلا دنس في غبالة الكسروانية أمام تلاميذ لا تتعدى أعمارهم السنوات العشر وردود الفعل المختلفة المتناقضة والمتباعدة عليه، استفاق الكسروانيون على خبر سقوط مسيّرة وصاروخ لم ينفجر اذ ان العناية الالهية الفائقة هي وحدها من أنقذت كسروان والكسروانيين من مصيبة كانت لتضاف على مصائب اللبنانيين الجنوبيين والبقاعيين وحتى أبناء الضاحية الجنوبية لبيروت.
وللحدثَين على أرض كسروان قراءات معبّرة.
نبدأ بما قالته الأخت مايا زيادة امام تلامذة صف ابتدائي في مدرسة مسيحية في قلب كسروان وبالمقطع الذي أثار ردود الفعل القاسية اذ دعت التلاميذ للصلاة ل”مقاومي” حزب الله كونهم “هودي رجال من لبنان، عم يتعبوا ليحموا هالوطن، وإذا نحنا ما صلينالن وما حبيناهم بغض النظر بشو منفكر منكون خونة بحق أرضنا وبحق وطننا وبحق كل كتاب منفتحو ومنقرا فيه”
اولا ان رفضنا لتخوين الراهبة والتعرّض لها او لحريّة ابداء رأيها ولو مخالفا لرأينا يلتقي مع رفضنا لما عبّرت عنه الاخت مايا زيادة من فرض الصلاة والمحب والحب ل”مقاومي حزب الله” واتهام من لم يقم بذاك الفرض بالخيانة والعمالة مستنسخة بذلك خطاب حزب الله التخويني بوجه كل من خالفه الرأي موجها بوجههم سهام العمالة لاسرائيل.
ثانيا تناست الراهبة زيادة او نسيت ان اعداد المسيحيين الرافضين لسياسة و”مقاومة” حزب الله كبيرة جدا اثبتتها صناديق الاقتراع في الانتخابات وبيانات مؤسسات الاستطلاع وهذا ما أثبتته ردات الفعل المسيحية عامة من اهالي تلاميذ “مدرسة الراهبات”على ما قالته الراهبة.
ثالثا تناست الاخت مايا او نسيت ما ورد على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن ان “كسروان وجبيل هي أراضي المسلمين وقد اتاها المسيحيون غزاة وجاءت بهم الامبراطورية البيزنطية ليكونوا شوكة في خاصرة المسلمين” كما تناست او نسيت او لم تقرأ ما ورد في الفصل السابع من الصفحة 370 كتاب نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم “حزب الله المنهج،التجربة المستقبل” عن “ان الحزب اسلامي قبل ان يكون مقاوما”
رابعا تناست الراهبة ونسيت ان من سمتهم ب”المقاومين” الذين يدافعون عنا وعن لبنان ويموتون من اجلنا” انما يسقطون على طريق القدس ومساندة لغزة ولفلسطين على ما ورد على لسان نصرالله شخصيا وبأجندة غير لبنانية طبعا.
خامسا كل ما ورد أعلاه يثبت ان الراهبة تناست كلام الرب يسوع في الكتاب المقدس انجيل متى 9:5:”طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ”
ان كل ما حاول حزب الله واعلامه واتباعه وحلفاؤه استغلاله من خلال كلام الراهبة لإضفاء شرعية وغطاء وتأييد مسيحي مزعوم سقط بردات الفعل العفوية للمواطنين العاديين قبل الناشطين والحزبيين والسياسيين…كما سقطت مقولة “ضبط قواعد الاشتباك مراعاة للمصلحةالوطنية …ولأننا في بلد له ظروفه وأوضاعه”،على ما قاله نصرالله في 3 كانون الثاني 2024 ،مع توسع الحرب نحو البقاع وبعلبك وصولا الى سقوط تلك المقولة مع سقوط الصاروخ في حراجل في كسروان الهادئة الهانئة دون ان ينفجر…
وكان بالحزب عن دراية او غيرها بجرّ كل المناطق والفئات اللبنانية الى حربه لتدفع فواتير اسناد غزة على طريق القدس ولتتوسع الخسائر لتصبح متناسقة مع “خسائر” “اسرائيل” وغزة في فلسطين والجنوب اللبناني وهذا ما ألمح اليه نصرالله في خطابه الاخير في 13 آذار 2024 بقوله غير الموفق :”إنّ خسائر شمال إسرائيل أكثر مما هي خسائر الجنوب في المواجهة الدائرة، والسبب أنّ الجنوب “مهمل فلا سياحة فيه ولا مصانع ولا مشاريع ضخمة”
ان كل ما ورد يثبت ان الرأي العام المسيحي بشكل عام والكسرواني العصي بشكل خاص يعرف الحق من الباطل والزور، والحقيقة من التشويه والتزوير، والاوفياء من اليوضاسيين، اذ يكمن سرّ تحرره في تشبثه في ايمانه الذي يعبّر عنه في الكتاب المقدس انجيل يوحنا32:8 “”وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ»