على وهج المشاعل النارية في حقول النفط والغاز في العراق، وقّع لبنان اتفاق تبادل كمية مليون طنٍ من الزيت الثقيل مقابل خدمات إستشفائية وسلع أو بالإحرى التعاون في مجال إدارة مستشفيات ومدن طبية في العراق.
الإتفاق المذّيل بتوقيع وزيري الطاقة في البلدين لم يبصر النور بعد على أرض الواقع على رغم مرور أكثر من شهر على توقيع الإتفاقية بين الجانبين اللبناني والعراقي، فماذا وراء هذا التأخير في ظل اشتداد أزمة المحروقات في لبنان الى حد الإختناق ومشهدية الطوابير الطويلة أمام محطات المحروقات للتزود بالبنزين والمازوت؟
الكل بات يعلم أن الفيول أويل العراقي ثقيل ولا يمكن الإستفادة منه لتوليد الطاقة الكهربائية في معملي الزوق والجية، كما أن الكل يعلم أيضاً أن عملية المضايقة يجب القيام بها من خلال شركة أو مؤسسة بترولية ثالثة، بمعنى أن تكون هذه الجهة قادرة على أخذ الكمية العراقية المحددة مقابل تزويد لبنان بالفيول بحسب المواصفات اللبنانية.
وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر أقرّ يوم وقّع الإتفاق مع نظيره العراقي أن آلية التبادل “معقدة”، وأن كمية المليون طن يمكن أن تسدّ حاجات مؤسسة كهرباء لبنان لثلاثة أشهر أي خلال فصل الصيف بمعدل زيادة برنامج التغذية عشر ساعات في اليوم.
بين حبر التوقيع على ورق التبادل الأخوي وواقع الأزمات الثقيل على اللبنانيين،يبدو أن زيت العراق الثقيل اختفى في متاهات مناقصة مخفية على جري العادة في السمسرات على الطريقة اللبنانية.