بعيداً عن الحواصل وكسورها، وإرتفاع مؤشرات شدّ العصب الحزبي والطائفي والمناطقي إستعداداً لإستحقاق نيابي يوصف بأنه مفصلي، تتأرجح يوميات اللبنانيين بين الفوضى الحياتية المستدامة والخطر الداهم المتمثّل بفقدان مواد غذائية وأدوية ومحروقات، ما يتسبب بحرق أعصابهم وأوقاتهم.
جلسة الحكومة في السراي الكبير بالأمس مرّت “بالتي هي أحسن”، وكما في كل مرة تم ترحيل عقد الإستقراض من المصرف المركزي بموجب المادة ٩١ من قانون النقد والتسليف الى جلسة أخرى غير محددة الأجل، على أمل أن يحمل وزير المالية معه الى الجلسة المقبلة رقماً دقيقاً ومحدّداً للإحتياطي الإلزامي في المصرف المركزي، أي بمعنى أوضح ما تبقّى من أموال المودعين بالدولار، “فالخسارة وقعت والإفلاس ليس تهمة” على ما يقول نائب رئيس مجلس الوزراء المفاوض بإسم لبنان مع البنك الدولي سعادة الشامي، وهو واقع تعيشه الدولة ويختبره اللبنانيون المهدّدَون بخسارتهم للخبز الذي هو كفاف اليوم مع عرقلة الإستيراد بأوجه عدة.
