"كفّه تعطي بلا سؤال".. الكحالة ودّعت الإعلامي أسعد الفغالي

kahalee

شيّعت منطقة الكحالة وبلدات المتن الجنوبي، ابنها الإعلامي ومدير مكتب قناة أبو ظبي في بيروت أسعد الفغالي، في مأتم مهيب في كنيسة السيدة أم النور في الكحالة، في حضور وزير الاعلام المحامي بول مرقص ممثلا بمستشاره المحامي شادي البستاني، النائب سيزار ابي خليل، نقيب المحررين جوزيف القصيفي ممثلا بالاعلامي جاك واكيم، مدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، نقيب المصورين الصحافيين علي علوش على رأس وفد من النقابة، وفد من نقابة موظفي "تلفزيون لبنان" برئاسة النقيبة ميرنا الشدياق، وعدد كبير من الإعلاميين والصحافيين والمصورين ومراسلي وكالات الانباء العربية والأحنبية، إضافة الى رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة وحشد من الشخصيات الدينية واصدقاء الفقيد وأهله.

انطلق الموكب وتقدمته أخويات الجمعيات الخيرية في المنطقة بالتراتيل ونثر الارز والزهور.

وترأس صلاة البخور كاهن رعية سيدة أم النور الكحالة الأب بيو عون يحيط به كهنة البلدة، وعدد من رجال الاكليروس في البلدة.

وتحدث الأب عون قائلا: "نفتقد في كل عام كبارا من ضيعتنا، أناس كان لهم بصمتهم وحضورهم المميز وتفاعلهم مع الجماعة المؤمنة وتفاعلهم مع الوطن ككل. لقد كان الاعلامي اسعد الفغالي مميزا جدا وكما لقبه نقيب المحررين هو من صناع الأهرامات للاعلام في لبنان، وعادة من يصنع هرما يمتلك رؤية، رؤية لذاته وللآخر وللوطن ولله".

أضاف: "هذه الرؤية التي كان يمتلكها اسعد كانت من الروح القدس ما جعله متميزا بأفعال ملؤها المحبة، ويقال ان في عالم الصحافة من يكتب ومن يصوّر يتم وصف إبداعاته بالسائل. وقد كان اسعد انسانا يسيل بهذا الابداع، وكانت جيبه تسيل مع كل محتاج في وسط عرفه أنه (كان كرم على درب)، وكانت كفه تعطي من دون سؤال عن لون او دين، وتفاجأت العائلة الكريمة بالأمس بأحباء كثر له أخبروا عن مساندات ومساعدات أسعد دون علم أي أحد. وهو ما طبق فيه قول الرب: لاتجعل يدك اليسرى تعلم ما أعطته يدك اليمنى، ما يدلنا على أن أسعد كان يعيش الانجيل اليومي في حياته".

وتابع: "لقد مارس في حياته الاعلامية منذ العام ١٩٧٣ العمل في المخاطر وكان مقداماً لم يخش شيئا بل كان يردد (انكتبلنا عمر جديد). لم يعش أسعد عمره عمرين عندما اسعفته رحمة الخالق بل هو اليوم سيعيش اكثر من مئة عام بيننا لما زرعه فيكم من حبة خير. وعلى رغم مرضه وأوجاعه وفقدانه لعدد من افراد عائلته كان يردد كلمته (كتر خير الله) وهو ما يجعلنا نصف صبره بـ(صبر أيوب)".

بعدها القى واكيم للحضور كلمة رثاء النقيب القصيفي لفغالي جاء فيها: "يشق علي - كما على الكثير من الزملاء المراسلين والمصورين- وداع اسعد الفغالي على مرمى ترنيمة من عام جديد كنا نأمل أن يقبل علينا بفرح وغبطة، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه. لقد خطف الموت مراسلا ومصورا شجاعا، ذكيا، متميزا في حضوره وديناميته، فأرخ للحرب اللبنانية ونقل وقوعاتها بامانة على الجبهات كافة غير آبه بالمخاطر، يخطر بين القذائف كأنه يسير الهوينا، ثابت الخطى. وبلغ من الاحتراف حدا حمل وكالات الانباء العالمية والمحطات الدولية إلى اعتماده مصدر ثقة رئيس يزودها بالاخبار والتقارير المذاعة والمصورة".

وختم واكيم: "نم يا زميلي وصديقي اسعد قرير العين بحراسة طفل المغارة الذي سيغمرك بدفء محبته، فتولد من جديد في علياء السماء حيث لا حزن ولا ألم".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: