كتب الدكتور شربل عازار
- بنتيجة حرب "الإسناد والإلهاء والإشغال" التي اعلنها "حزب الله"
٢- وبنتيجة إتفاق وقف إطلاق النار الذي حصل بِفِعلِ المفاوضات المَكوكيّة التي قام بها المبعوث الأميركي اليهودي الإسرائيلي آموس هوكستين بين إسرائيل و"الثنائي الشيعي" ممثّلاً بدولة الرئيس نبيه بري
٣- وبنتيجة موافقة حكومة "الثنائي الشيعي و"التيّار الحرّ" برئاسة نجيب ميقاتي في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤، وبالإجماع، على اتفاق وقف إطلاق النار بشروط هوكستين
بنتيجة كلّ ما سَبَق، نحن اليوم أمام المعادلة التالية:
١- إسرائيل تحتلّ سَبع تلال مع طرقاتها والمساحات المحيطة بها في الجنوب اللبناني.
٢- إسرائيل تَستَبيح الأجواء اللبنانيّة ليل نهار من الهرمل والنبي شيت وبريتال وشمسطار الى كلّ زاوية في لبنان، شمال وجنوب الليطاني، فتقصف من تشاء، وقد سقط "لحزب الله" أكثر من ٣٥٠ مسؤولاً ومقاتلاً خلال عشرة أشهر بعد وقف الحرب.
٣- إسرائيل طوّرت نشاطها فتوغلت بآليّاتها مسافة كيلومتر الى بلدية "بليدا" لتقتل الحارس فيها.
٤- بموازاة كلّ هذه التعديّات الإسرائيليّة، يقف "حزب الله" عاجزاً عن إطلاق رصاصة واحدة باتّجاه طائرة مسيّرة تحلّق على علوٍّ منخفض فوق الضاحية الجنوبيّة والبقاع والجنوب.
هذا هو الواقع، فما هو الحلّ؟
سُئِلَ الدكتور سمير جعجع في إطلالته التلفزيونيّة الأخيرة عن الحلّ، فأجاب بوضوح، "أن لا حَلّ غير حلِّ الجناح العسكري والأمني "لحزب الله" وتحوّله الى حزب سياسي كغيره من الأحزاب"، لكي تستطيع الدولة اللبنانيّة في ظلّ الجوّ الدولي والظرف الإقليمي المؤاتي بعد انتهاء حرب غزة ووضعها تحت إدارة جديدة وبعد تسليم حماس سلاحها، لكي تستطيع الدولة اللبنانيّة مِن خِلال ديبلوماسيّتها وعلاقاتها مع أميركا وأوروبا والدول العربيّة والخليجيّة ومع باقي دول العالم أن تضغط من أجل خروج آخر جندي إسرائيلي من لبنان وإعادة الأسرى وإعادة إعمار الجنوب وترسيم الحدود البريّة والبحريّة مع سوريا وإسرائيل وذاك بعد إعلان أنّ لبنان أصبح دولة فعليّة ولم يَعُد ولن يعود مجدّداً ليكون ساحة مُستَباحة لكلّ حروب الشرق الأوسط.
وأكمل الدكتور جعجع متسائلاً:
هل يستطيع أحد أن يعطينا حلّاً آخر للوضع القائم غير الشعارات العنتريّة والمواجهة بالنِّقَيفِه؟
في اليوم التالي وردّاً على كلام الشيخ نعيم قاسم الذي اعتبر أنّ "أميركا ليست وسيطاً نزيهاً بل هي الراعية الأساسيّة للعدوان"،
أجابه الدكتور جعجع: "شيخ نعيم، إبحث لنا عن وسيطٍ نزيه يستطيع أن يُجبِر إسرائيل على وقف اعتداءاتها على لبنان وعلى سحب جيشها منه ونحن لك من الشاكرين".
بالمختصر المُفيد، إذا كان "حزب الله" قادر بكلّ قوّته وبكلّ جبروت محوره، أن يفرض شروطه على إسرائيل، فَليَفعل ذلك من دون تردّد ومن دون أن ينتظر أحداً ولا حتى الدولة ولا الجيش اللبناني وإلّا يكون متخاذلاً !
أمّا إذا كان "حزب الله" غير قادر فليُسَلِّم سلاحَه للجيش اللبناني فَيَسلَم هو وتَسلَم الدولة ويَسلَم الوطن بكلّ مكوّناته وأوّلها المكوّن الشيعي.
وأكيد أكيد أكيد، أنّ آخر لبناني، لأي موقع انتمى، حريص على مصلحة الأخوة الشيعة اللبنانيّين أكثر من أي إيراني يَجعل منهم متراساً لمصالحه ومفاوضاته مع أميركا والغرب.