كيف أصبحت “العودة الى ما قبل 7 تشرين الأول” انتصارا لحماس؟

WhatsApp Image 2024-03-21 at 10.58.06_098c2579

كتب أنطوان سلمون:

“إن عملية “طوفان الأقصى” تأتي في ظل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكر الاحتلال للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي.
إن قيادة القسام قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه من دون محاسب.
أدعو الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وداخل إسرائيل للانتفاض نصرة للأقصى اليوم، كل من عنده بندقية فليخرجها فقد آن أوانها.
أدعو إخوتنا في المقاومة بلبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا للالتحام مع المقاومة بفلسطين”.
قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف في السابع من تشرين الأول 2023.

أما وقد مرّ على عملية “الطوفان” الحماسية وعلى عملية “السيوف الحديدية” التي اطلقتها اسرائيل على غزة، ما يقارب الخمسة أشهر، فيكون انصافاً للحقيقة ورأفة بالضحايا من النساء والاطفال الشهداء ووفاء لقضية الشعب الفلسطيني المظلوم ان نفحص ونتمحّص ما حدث جرّاء تلك العمليتين ونستخلص العبر ونستنتج أخيرا ما وصلنا اليه مع تقدم المفاوضات الجارية بهدف “وقف العدوان” وادخال المساعدات” و”تبادل الأسرى” وانسحاب الجيش الاسرائيلي من مناطق غزة التي دمّرها واحتلها بعد 7 تشرين الأول 2023.

قبل الولوج الى استنتاجنا الخاص مما حصل ويحصل وقد يحصل نتيجة لطوفان الأقصى من المفيد والمهم والمعبّر استقاء استنتاج واستخلاص الرجل الثاني بعد محمد الضيف يحيى السنوار القائد المباشر لعملية “طوفان الأقصى” ومسؤول حركة حماس في غزة، وقراءته لـ”فائدة” تلك العملية، اذ كشف عصمت منصور صديقه ومعاونه المقرّب لشبكة سكاي نيوز البريطانية في 16 شباط 2024 عن ان “حسابات قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار لم تسر كما هو مخطط لها، وكان رد فعل الإسرائيليين خارجاً عن السيطرة، والآن حصلنا على هذه النتيجة.
لم يتوقع السنوار أن تؤدي العملية إلى تعقيد الأمور إلى هذا الحد من الخطورة، الأمر الذي أعطى إسرائيل كل الأسباب والأعذار لخرق جميع القواعد .
السنوار لو كان يعرف بعواقب الهجوم لما خطط أبداً لعملية بهذه الطريقة”.

اليوم ومن قلب المفاوضات التي تجري في قطر يتبادل الطرفان حماس واسرائيل الأوراق والشروط والتنازلات والمرونة والتشدد وفي آخر اصدارات تلك المفاوضات نستنتج الآتي:
-ان اقصى طموح حماس والمفاوضين باسمها هو وقف اطلاق نار دائم ما زالت ترفضه اسرائيل وتؤيد رفضها هذا غالبية الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
-اقصى طموح حماس كذلك هو فك الحصار البحري والبري والجوي وادخال المساعدات الى غزة.
-اقصى طموح حماس يتجسد في تبادل اسرى لن يرقى الى ما طرحه قادة حماس بتبييض السجون من الفلسطينيين.
-اقصى الطموح ما زالت اسرائيل ترفضه في انسحاب جيشها الذي دخل غزة بعد السابع من تشرين.

كثيرة هي المطالبات والطروحات والطموحات التي تطرحها حماس والتي ترفضها اسرائيل حتى الساعة وهي وإن وافقت وصدّقت عليها كلها لن تكون الا عودة الى السادس من تشرين الأول 2023 مع فارق كبير يظهر ويتظهّر بالأثمان الباهظة التي دفعتها حركة حماس وغزة ودفعها الفلسطينيون بالارواح حيث سقط أكثر من مئة الف ضحية بين قتيل وجريح معظمهم من الاطفال والنساء، والأملاك والبنى التحتية حيث دمّرت وسوّيت الاف المنازل والمباني بالارض بكلفة مليارات الدولارات، ومضاعفة أعداد الأسرى والمساجين في السجون الاسرائيلية…

محطة “الانتصار” الحالية هي déjà vu في “محطة انتصار حرب تموز” حيث تمنى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله قائد ذاك “الانتصار” بالعودة الى ما قبل 12 تموز 2006 بقوله لتلفزيون الجديد في 27 آب من العام 2006، “تسألينني لو كانت 11 تموز تحتمل ولو واحد بالمئة أن عملية الأسر بتوصّل لحرب كالتي حصلت بتروح بتعمل عملية أسر، بقلّك لأ قطعاً لأ… لأسباب إنسانية وأخلاقية واجتماعية وأمنيّة وعسكرية وسياسية. لا أنا بقبل، ولا الحزب بيقبل ولا الأسرى بالسجون الاسرائيلية بيقبلوا ولا أهالي الاسرى بيقبلوا”. مثل هذا يتمنى قادة “انتصار 2024” في ما يطمحون له من المفاوضات الجارية المذكورة وفي ما برز على لسان القائد السنوار من رغبة في العودة الى ما قبل السابع من تشرين الأول 2023 بعد خراب غزة.

“وشو ما صار انتصار”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: