✒️كتبت صونيا رزق
بعد قيام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بطلب المساعدة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لحل الازمة الحكومية في لبنان، دعا الاخير وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف لزيارة موسكو، فبرزت بعض الملامح الايجابية، إستتبعت بقرار من الرئيس بوتين بإرسال وزير الخارجية سيرغي لافروف في التاسع والعشرين من الشهر الحالي الى بيروت، حاملاً معه طرحاً وافكاراً لحل الملف الحكومي ، كتكملة للمبادرة الفرنسية، وفق مصادر سياسية مطلعة على التحرّك الروسي المرتقب، والذي يحمل في طياته وكواليسه إدراكاً وتفهّماً ايضاً لعمق الازمة بين اميركا وايران.
الى ذلك تنقل المصادر المذكورة بأنّ موسكو لن تقوم كغيرها من الدول، بالتدّخل في كل شاردة وواردة في عمق الازمة الحكومية، خصوصاً لعبة الاسماء والاقتراحات، لانها تنطلق من قيامها بوساطة ابجابية متعاونة مع الجميع، تحت شعار:” لا لعزل اي فريق لبناني”، إنطلاقاً من ديبلوماسية هادئة مع الاصرار على الحل.
ورأت بأنّ تعاون الجانبين الفرنسي والروسي افضل بكثير من وساطة طرف واحد، خصوصاً ان روسيا قادرة على التأثير على بعض الافرقاء اللبنانيين، اكثر بكثير من فرنسا، من خلال إدخال بعض “الروتوش” على المبادرة الفرنسية، بطريقة لا تخلو ابداً من الرصانة السياسية، خصوصاً انها ومن خلال دورها في سوريا ستستطيع التواصل بصورة اكبر وادق مع حلفاء دمشق في لبنان، اي الثنائي الشيعي الذي يقوم بالتعنت. على ان تشهد الايام القليلة المقبلة حركة روسية في بيروت، ستبدأ في 11 من الشهر الحالي مع وصول السفير الروسي الجديد في لبنان الكسندر روداكوف، لتقديم اوراق اعتماده الى رئيس الجمهورية، ومن ثم سيقوم بالتحضيرات والترتيبات لزيارة الوزير لافروف الى لبنان، التي وُصفت بالمفيدة جداً في هذه الظروف الصعبة، لأن لموسكو ابواباً سياسية مفتوحة في اتجاهات عدة عربية واقليمية ودولية، وقد تساعد هذه الابواب على الانفتاح نحو الحلول.