لم تخرج زيارة الموفد الأميركي الرئاسي آموس هوكستن إلى بيروت، عن إطار تثبيت مناخ الإستقرار جنوباً بين “حزب الله” وإسرائيل، وإن كان عنوان هذه الزيارة هو الإطلاع ميدانياً وعلى الأرض، على انطلاق أعمال التنقيب في البلوك رقم 9 ، بالتوازي مع السياحة “المقررة مسبقاً” في البقاع والتقاط الصور التذكارية مع السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، التي تمضي أسابيعها الأخيرة في لبنان، حيث تكشف أوساط سياسية مطلعة لموقع LebTalks ،عن أن التحركات واللقاءات التي قام بها الموفد الأميركي، حملت دلالات عدة، خصوصاً وأنه تعمّد التجول في قلعة بعلبك في رسالة واضحة ومباشرة إلى “حزب الله”، بأن الأميركيين قادرين على التواجد في أي منطقة من لبنان ومن دون أية عوائق أو اعتراضات حتى من قبل جمهور الحزب على مواقع التواصل الإجتماعي. وإذ توضح الأوساط أن هوكستين، سعى في محادثاته إلى استشراف الموقف اللبناني من الترسيم البري، فهي تؤكد أن الإستقرار في الجنوب وتثبيت قواعد التهدئة هو مطلب أميركي يأتي بالدرجة الأولى قبل الملف النفطي، خصوصاً وأن أي خربطة أمنية على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ستنعكس مباشرةً على عمليات التنقيب الجارية حالياً. فالديبلوماسي الأميركي، الذي رافق كل مراحل الترسيم البحري الأساسية في السنوات الماضية، يسعى لإنجاز مهمته كوسيطٍ في ملفٍ يرتدي طابعاً مهماً ومؤثراً في ضوء المخاوف المتزايدة من أي تدهور أمني في توقيتٍ مفاجىء، ما قد يؤدي إلى انزلاق الوضع بسرعة إلى تصعيدٍ قد لا يقتصر فقط على الجبهة اللبنانية الجنوبية. ورداً على سؤال عن واقع النقاش حول النقاط الحدودية البرية، التي كان طرحها لبنان في الآونة الأخيرة، وتمّ بحثها في إطار اللجنة الثلاثية بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي وقيادة قوات الطوارىء الدولية العاملة في الجنوب، فتوضح الأوساط، أنه من المبكر الدخول في أية تفاصيل ولكن ما وصفه هوكستين ب”البنّاء” في لقائه مع الرئيس نبيه بري، يعكس الموقف من الترسيم البري من الجانب اللبناني بالدرجة الأولى. وبالتالي، فإن باب التفاوض قد فُتح في زيارة هوكستين، ومعه باب التفاهمات الأمنية جنوباً وتحديداً بين واشنطن وطهران بشكلٍ غير مباشر، وفق الأوساط المطلعة، التي تتوقع استقرار الجبهة الجنوبية واحتواء أي ميلٍ نحو التصعيد انطلاقاً من المناخات الإيرانية، التي من الواضح أنها تتفق مع الإتجاهات الأميركية بضبط الوضع بين لبنان وإسرائيل وتكريس الإستقرار في المرحلة المقبلة.
