كان من المتوقّع أن يتريّث الرئيس المكلّف سعد الحريري في الإقدام على خطوة الإعتذار عن تأليف الحكومة وذلك بعد سبعة أشهر من المحاولات والمشاورات والإتصالات والمبادرات الخارجية والداخلية، وأن يرجىء إلى موعد غير محدّد مسألة الحسم في هذا الإستحقاق، وبالتالي، أن يعاود مسار الإتصالات في كل الإتجاهات، وحتى باتجاه قصر بعبدا، كما كشفت معلومات مواكبة للحراك الحكومي.
صفحة الإعتذار لم تُطوَ، ولكنها سُحبت من التداول بحسب المعلومات، على أن تكون محاولة جديدة للتأليف وذلك، وفق ما هو متوقّع في الساعات المقبلة، إنطلاقاً من الواقع الدراماتيكي للأمور وتسارع الإنهيارات على كل المستويات، ومحاولة “الوسطاء”، وفي مقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الإبتعاد عن أي عملية “لعب بالنار” من خلال الخيارات الدراماتيكية التي قد تأتي في موعد مفاجىء، ولكن من دون أن تكون الخطوات اللاحقة قد رُسمت بعد، وبالتالي، ينزلق لبنان نحو المجهول.
ومن شأن هذه المعطيات، أن ترسم مشهداً مختلفاً في الأيام الماضية عنوانه التفتيش عن فرصة جديدة لخرق جدار تعطيل التأليف، خصوصاً وأن كل الأطراف تتخوّف من أي خطوة تحمل طابع التسرّع أو التفرّد، في ضوء الحديث عن سيناريو بالغ السواد والخطورة في حال اعتذر الرئيس الحريري، وتوقّفت كل المحاولات لتأليف حكومة، إذ تشير المعلومات عن أزمة أكبر سيواجهها لبنان في الوقت الذي تغيب فيه أية اهتمامات داخلية وخارجية بالأزمة الحياتية الخطيرة.
