عاد موضوع الاستحقاق الرئاسي إلى التداول بشكل لافت مع إقتراب عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وثمة مَن يقول من كبار المطّلعين على بواطن الأمور لموقع LabTalks، إن هذا الملف لن يُحسم قبل شباط المقبل، وهناك أمور كثيرة تبدّلت وتغيّرت مع حرب غزة واشتعال جبهة الجنوب، لذلك فإن المسألة رهن التوافق الدولي الإقليمي ليأتي الرئيس المقبل وفقاً لمقتضيات المرحلة، لاسيما أن ثمة أحداثاً كثيرة غيّرت وجه البلد والمنطقة بعد حرب غزة وانعكاساتها على الداخل اللبناني.
ويقول المطّلعون إن المجتمع الدولي يُصرّ على أن يُنتخب الرئيس وتُشكّل حكومة، لأنها الأساس للإضطلاع بإصلاحات بنيوية مالية وإدارية، وأن يكون الرئيس المقبل للحكومة مقبولاً من كل الأطراف، ولاسيما من الخليج وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، إذ ثمة ترابط تاريخي بين السرايا الحكومية والرياض.
والجدير ذكره أن المهندس الراحل الأستاذ سمير الخطيب كان قريباً من تبوء هذا الموقع، وقد طرح إسمه بقوة لِما يتمتّع به من مواصفات وعلاقات ودور في هذا السياق، لذا فإن هذا الموقع ستحدّده المرحلة المقبلة في حال تم انتخاب الرئيس، لكنه يبقى أيضاً من الأولوية بمكان نظراً لدوره وحضوره وانسجامه مع رئيس الجمهورية، و تكون له صلة بالخارج وتحديداً مع دول الخليج، وهذا ما انسحب على الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد، والأمر عينه على الراحل المهندس سمير الخطيب الذي كان على مسافة قريبة من الوصول الى السرايا.
وأخيراً، يبقى أن المعلومات تؤشر إلى أن إنتخاب الرئيس وتشكيل حكومة وسوى ذلك يبقى مطروحاً بقوة، إلا أن سرعة التطوّرات الدراماتيكية في الداخل والخارج من غزة الى الجنوب هي مَن يُحدّد مسار المرحلة المقبلة، وصولاً إلى ما ستفضي إليه جولات الموفدين الدوليين إلى بيروت.