كتب جورج أبو صعب
لا يقدم حزب الله على ان صدام داخلي ميداني ولا فتنة مع اي مكون اخر وبخاصة المكون السني وهذا ما يفسر عمله على انهاء حادثة خلده الخطيرة جدا باقل الاضرار وبدون صدامات لان اجندته حاليا اقليمية اكثر منها مختلطة بين داخل وخارج لان الاولوية الان للوقوف عند توجهات الرئيس الايراني الجديد، وبالتالي ليس من مصلحته تشكيل أي حكومة لا ان كانت حكومة انتخابات ولا حكومة اصلاحات.
فالحزب يستفيد مرة جديدة من رغبة الاطراف الداخلية غير الراغبة بمواجهته كالرئيس سعد الحريري والوزير السابق وليد جنبلاط والنائب طلال ارسلان واولوياتهم في مهادنة الحزب بما يحمي ظهره داخليا واستتباب سيطرته على اللعبة الداخلية بحجة ان لا صوت الان يعلو فوق صوت الازمة المعيشية والانهيار متناسين ان سببها الاساسي الحزب نفسه.
وفي هذا الاطار، تنجر البلاد رويدا رويدا نحو مواجهة مفتوحة مع الحزب لتغيير السير الانهياري او وقفه او فرملته والا سيزداد الوضع سوءاً على الصعد كافة بما فيها الامنية، وبالتالي لو اراد الحزب حكومة لضغط على عون وانتهت المسرحية.
وانطلاقاً مما تقدم، فاذا لم يطرأ اي تطور غير محسوب فان الموضوع الحكومي مستبعد في هذه الأثناء، لأن السيناريو المرسوم للبنان يجب ان ينضج اكثر خاصة وان ايران، من خلال حزب الله الذي اراد بيعنا سلفة من جيبنا يوم استشارات التكليف بتسمية ميقاتي للايهام بالتسهيل، ليست مستعدة في لحظة الاشتباك الاقليمي والدولي لاي تنازل او تسهيل.
أما الرسالة من الصواريخ التي أطلقت أمس من الجنوب باتجاه الشمال الاسرائيلي وما تبعها من ردّ اسرائيلي عنيف على الداخل اللبناني، فهذه لا تعتبر عملية يتيمة خارجة عن الاطار العام الذي يرسم للمنطقة، فهي تأتي في إطار الرسائل الساخنة لمحور التطبيع، بل تدخل ضمن المشهد نفسه مع الهجوم الايراني على ناقلات الخليج واسرائيل مرتبط بفيينا، فتعثرها هو الوجه الاخر لعملية التطبيع العربي والخليجي مع اسرائيل.
فضرب ايران للملاحة الخليجية وتهديد امنها ليس ببعيد عن علامات عودة قطار التطبيع العربي الاسرائيلي على سكة اولويات واشنطن، فايران تستهدف التطبيع، وبالتالي فان اطلاق الصواريخ الايرانية هي رسائل تحذيرية الى اسرائيل توجسا من الايرانيين بعودة محور التطبيع الى اندفاعته ما يشكل تهديدا كبيرا لهم، مشدداً على ان استهداف الملاحة الخليجية رسالة تهديد استباقي ايرانية للخليجيين واسرائيل.
