وفق معلومات "الجمهورية" من مصادر موثوقة، فإنّ الردّ اللبناني الذي قُدّم إلى برّاك، لم يأتِ باقتراحات جديدة او بتعديلات لمضمون الردّ اللبناني السابق، بل جاء بصياغة مكمّلة، تلحظ التزام لبنان بكل الثوابت والمسلّمات الواردة فيه في ما خصّ وقف العدوان، والالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف اطلاق النار والانسحاب وتحرير الأسرى.
وتلحظ أيضاً تصوراً حول آلية حصرية السلاح بيد الدولة، وايضاً لما قد يقوم به لبنان من خطوات وإجراءات لتسهيل بلوغ حلّ تركّز بالدرجة الأولى على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف اطلاق النار المعلن في 27 تشرين الثاني من العام الماضي".
وفيما لوحظ انّ اياً من المسؤولين الذين التقاهم برّاك، تجنّبوا الحديث عن إيجابيات، بل يبدو أنّهم اكتفوا بترك الحديث عن تفاؤل وإيجابيات للموفد الأميركي، أبلغ مرجع كبير إلى "الجمهورية" قوله: "من يسمع كلامه يصعب عليه فهم ما يقصده، فتارةً يحكي عن إيجابيات، وتارةً أخرى يرفض تقديم ضمانات، ويصرّح بأنّ واشنطن لا تستطيع ان تلزم إسرائيل بشيء او ترغمها على شيء، وتارةً ثالثة يتحدث عن تفاؤل، وتارةً رابعة يتحدث عن أجواء ممتازة، كما قال بعد لقائه برئيس مجلس النواب نبيه بري، يعني "بيشدّ وبيرخي"، ولكن كلّ هذا لا يغيّر في حقيقة أنّنا نريد حلاً لمصلحة لبنان، وليس حلاً على حساب لبنان يوصف وكأنّه استسلام".
وبحسب المرجع عينه، فإنّ ما نسمعه داخل الغرف المغلقة، غير ما يُقال خارجها. فكل الامور تُبحث بالتفصيل، وبشكل معمّق، والبحث يتمّ بصورة هادئة وجدّية جداً، ودائماً نقول إنّ الامور في خواتيمها، والامور لم تنته بعد، وسنصل في نهايتها إلى نتيجة حتماً، وتبعاً لذلك لا نستطيع أن نتحدث عن إيجابيات مسبقة او عن سلبيات، بل انّ النقاش مستمر، والامور ليست مقفلة، ونحن على موعد جديد في وقت قريب مع ردّ وعد برّاك بإبلاغه الينا، سواء عبر السفارة الأميركية في بيروت او عبر زيارة جديدة له إلى لبنان".
ورداً على سؤال عمّا اذا كان الردّ الذي سُلِّم إلى الموفد الأميركي يلحظ التزاماً بصورة مباشرة او غير مباشرة بسحب سلاح "حزب الله" شمال الليطاني، قال: "لا علم لي بوجود شيء من هذا القبيل. والكل يعلم أنّ منطقة جنوب الليطاني صارت خالية تماماً من سلاح "حزب الله".
إلى ذلك، وخلافاً للجو الذي جرى ترويجه قبل لقاء برّاك بالرئيس بري، بأنّ رئيس المجلس سيقدّم للموفد الأميركي "ورقة حلّ"، استغربت مصادر عين التينة هذا الامر، واكتفت بالقول لـ"الجمهورية": "الرئيس بري لم يقدّم اي ورقة لا الآن ولا قبل ولا بعد".
وعمّا إذا كان الرئيس بري متفائلاً قالت المصادر: "برّاك وصف اللقاء مع رئيس المجلس بأنّه ممتاز، وبرّاك نفسه عاد وقال إنّه متفائل. ومن هنا نأمل ان يكون لهذا التفاؤل ترجمته".
وفي موازاة تكرار الموفد الأميركي قوله بأنّ الاتفاق (اتفاق وقف إطلاق النار) قد فشل، أكّدت المصادر عينها انّ ما نهدف اليه، ليس الوصول إلى اتفاق جديد، وخصوصاً انّ هناك اتفاقاً موجوداً، المطلوب تنفيذه والالتزام به من قبل اسرائيل".