نعى نقيب محرّري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي المراسل والمصوّر أسعد الفغالي، الذي "قضى مستسلماً لمشيئة من لا رادّ لمشيئته".
وقال في بيان النعي: "يشقّ عليّ، كما على العديد من الزملاء المراسلين والمصوّرين، وداع أسعد الفغالي على مرمى ترنيمة من عام جديد كنّا نأمل أن يُقبل علينا بفرح وغبطة، لكن ليس كلّ ما يتمناه المرء يدركه. لقد خطف الموت مراسلاً ومصوّراً شجاعاً، ذكياً، متميّزاً بحضوره وديناميته، فأرّخ للحرب اللبنانية ونقل وقائعها بأمانة على الجبهات كافة، غير آبه بالمخاطر، يخطر بين القذائف كأنّه يسير الهوينا، ثابت الخطى. وبلغ من الاحتراف حدّاً حمل وكالات الأنباء العالمية والمحطات الدولية على اعتماده مصدراً رئيسياً موثوقاً يزوّدها بالأخبار والتقارير المذاعة والمصوّرة".
أضاف: "كان أسعد طيّب القلب، خادماً لأصدقائه ورفاقه، نخيّاً، سخيّ الفؤاد، لا يهوى المكاسرة ولا المناورة. قلبه على شفتيه، صفحة بيضاء ككفّه التي لم تمتلئ إلا بما جاد عليها عرق جبينه. فمن العام 1973 إلى العام 1996 كان مراسلاً لتلفزيون WTN، ومن العام 1996 إلى العام 2024 تولّى إدارة مكتب تلفزيون الإمارات في بيروت، كما عمل من العام 1975 إلى العام 1978 مراسلاً ومصوّراً لتلفزيون لبنان، متميّزاً بدقّة العمل وإتقانه".
وقال: "المخضرمون من أبناء المهنة نذكره ونذكر مبادراته وسلوكه السويّ ومناقبيّته في أداء مهامه الإعلامية باندفاع وإخلاص. وبغيابه يغيب وجه من زمنٍ شرع يبتعد، بكلّ ما حمل من دمع وابتسام، وفرح وكآبة، وانتصار وخيبة. زمنٌ ينكسر عند قدمي الموت، لكنّه يبقى ثابتاً بقوّة الذاكرة التي لا تلفظ أمثال أسعد الفغالي، الذين بنوا أهرامات المهنة بصبيب العرق وسكيب الدم ونوعيّة العطاء".
وختم القصيفي: "نِم يا زميلي وصديقي أسعد قرير العين، بحراسة طفل المغارة الذي سيغمرك بدفء محبّته، فتولد من جديد في علياء السماء حيث لا حزن ولا ألم".