ثمة مخاوف يعيشها اللبنانيون العاملون في دول الخليج من " زلاّت لسان" جديدة يطلقها المسؤولون اللبنانيون، خصوصاً ابناء الطائفة الشيعية من اتخاذ إجراءات ترحيلهم، بعد ان بدأت دولة الكويت قبل ايام قرارات، منها عدم تجديد تأشيرات الاقامة، لبعض اللبنانيين التي انتهت مدتها، وهذا يعني الترحيل، في وقت تعلو فيه اصوات بعض المسؤولين اللبنانيين، للمطالبة بحياد لبنان عن أي صراع في المنطقة، ورفض تدّخل اي جهة لبنانية في شؤون الدول العربية والخليجية، وبالتالي عدم جعل اللبنانيين العاملين هناك " كبش محرقة " لان لا ذنب لهم في هذه الازمة.
لكن وعلى الرغم من قول بعض الديبلوماسييّن العرب بأن " لبنان ليس على القائمة السوداء بالنسبة اليهم، بل حزب الله فقط، لانه يتعامل بعدائية مع دولهم"، تستمر الهواجس لدى ابناء الطائفة الشيعية الذي نقل بعضهم لموقع LebTalks بأنهم يشعرون بالمراقبة المشدّدة عليهم، وكأنهم وُضعوا على اللوائح السوداء، لذا إبتعدوا منذ بدء الازمة الخليجية مع لبنان عن التحدث في السياسة، حتى ولو كانت خارج اطار الازمة المذكورة، كما إبتعدوا عن التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى التحدث على الهاتف الخلوي في اي مسألة سياسية، في حين "ان لا ذنب لنا في كل ما يحصل".
من هنا اعتبر اللبنانيون المذكورون أن جميع السيناريوهات السلبية مطروحة، خوفاً من ترحيلهم، مذكّرين بما حصل قبل سنوات وتحديداً في شهر ايلول من العام 2013، حين تمّ إبعاد العديد منهم من الإمارات والسعودية بسبب مذهبهم، بعد قرار مجلس التعاون الخليجي القاضي بفرض عقوبات شاملة على حزب الله، مما يعني ان المخاوف ليست جديدة، لكن هذه المرة يشعرون بخوف اكبر، على الرغم من انهم لا ينتمون الى أي حزب، " لكن لنا صداقات واقرباء ينتمون الى حزب الله ليس اكثر"، مناشدين الاسراع في إصلاح الوضع السياسي والدبلوماسي المتدهور حالياً بين لبنان وهذه الدول، والتفكير جدياً في وضع اللبنانيين الذين تركوا بلادهم وعاشوا متاعب الغربة، واليوم يدفعون ثمن سياسة خاطئة طاردتهم حتى في لقمة عيشهم، مع كل ازمة مستعــصية تنشأ، بسبب " تخبيصات" بعض المسؤولين اللبنانيين.
