كتب مدير مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية – لندن معتز خليل:
تتصاعد ألسنه الحرب في المنطقة بعدما دمّرت إسرائيل القطاع وضربت البنية التحتية ودخل الشعب الفلسطيني في نكبة لا تنتهي.
تنطلق تهديدات من إسرائيل بعد كل ما يحصل في غزة للتصعيد في لبنان، وهو الأمر الذي يثير في ذات الوقت غضب الكثير من اللبنانيين ويدفعهم للرد على هذه التصريحات الإستفزازية .
ومع هذه الردود هناك تخوف لبناني من تداعيات هذه الحرب المحتملة مع إسرائيل في ظل التصعيد الأمني الذي لا ينتهي والاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة.
وبالطبع، لا يريد الشعب اللبناني لبلاده التي كان لؤلؤة الشرق الأوسط أن تصل إلى ما وصل إليه حال قطاع غزة. عموما ومنذ عام 2006، لم تشهد الحدود الجنوبية أي حرب، وهذا الوضع اتى نتيجة إعتبارات عدة أبرزها :
١-معاناة لبنان بسبب هذه الازمة التي ضربته.
٢-وجود أصوات لبنانية تنادي بعدم الدخول أو خوض أي حرب.
٣-اعتراف الكثير من القوى اللبنانية بصعوبة الوضع الاقتصادي في البلاد، الأمر الذي سيجعل خوض الحرب كارثياً.
٤- معاناة لبنان بسبب تداعيات فيرس كورونا تحديدا والذي ترافق مع الإنهيار الاقتصادي بالبلاد، مثلما أثر على الكثير من دول العالم.
٥-الجميع يعرف تداعيات انفجار مرفأ بيروت، وهي التداعيات التي تنوعت بين التأثير على الوضع الاقتصادي برمته فضلاً عما كان لهذه العملية من تداعيات سياسية.
ويشير تحليل مضمون بعض من التقارير السياسية والدولية المتعلقة بلبنان إلى أن موجة الحروب التي خاضها لبنان خلفت دماراً كبيراً يحاول مواطنو البلاد التعافي منه.
وتشير الكثير من التحليلات السياسية العامة إلى أن الشعب اللبناني حاليا لا يرغب، وغير مستعد في خوض حرب أخرى ضد أي طرف، وتخرج الكثير من الأصوات حاليا تقول أنه يجب تجنب بدء عملية عسكرية يمكن أن تجلب كارثة على لبنان.
غير أن هناك الكثير من الحقائق على أرض الواقع يجب الالتفات إليها وهي:
١- حساسية المشهد العسكري في منطقة الجنوب وتزايد العمليات المتبادلة.
٢-تتحلى القيادة اللبنانية بالمسؤولية حاليا في ظل هذه التطورات خاصة وأن التصعيد الحالي محدود ولا يتسم بما حصل في الحرب الواسعة عام 2006.
٣-هناك اتفاق على عدم التصعيد في ظل الحرب المشتعلة في قطاع غزة حاليا، وهي الحرب التي لن تهدأ بسهولة خاصة مع اعلان نتنياهو يوم الاثنين عن نجاح إسرائيل في اغتيال القيادي رقم ٤ في حركة حماس، والمقصود هنا بالطبع مروان عيسى القيادي العسكري في الحركة.
٤- الوضع العام حاليا وحساسية الموقف الاستراتيجي يفرضان ما يمكن وصفه بعدم رغبة جهات لبنانيه كثيرة في عدم التصعيد الآن.
ومع كل ما سبق، هناك جنون في إسرائيل وهو الجنون الذي يفجر بركان تتخوف جهات كثيره في لبنان من أن تصل إليها حممه، وبات هذا واضحا مع كلام الاثنين، خاصة عقب تكرار حديث نتنياهو عما يسميه بالانتصار في غزة وهو ما أتى عقب تسريبات أمنية نشرها موقع سكاي نيوز أخيرا يقول إن عملية طوفان الأقصى التي حصلت في 7 تشرين الماضي كانت سرية تماما، ولم يعلم بها إلا يحيى السنوار وشقيقه محمد السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى.
وفي نفس الوقت وقعت بعض من الضربات الجوية الإسرائيلية في مواقع لبنانيه، من هنا بات من الواضح أن قطاع غزة والمنطقة بما فيها لبنان عموما لن تشهد أي هدوء حاليا، خاصة مع اعلان نتنياهو في حديثه مع مؤسسة بوليتيكو الإعلامية أخيرا عن نيته الدخول في حرب بمدينه رفح، رغم ما تمثله هذه المدينة من خطورة على المصريين، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي الآن.
عموماً فإن التطورات الحالية، فضلا عن دخول الحوثيين في الأزمة الحالية يزيد من الضغوط الاستراتيجية على لبنان للدخول في هذه الحرب، إلا أن الواقع الاستراتيجي الحالي يشير إلى استمرار الضغوط القوية على لبنان، وهي نفس الضغوط أيضا المفروضة على مصر والكثير من الدول العربية مع جنون الحرب في غزة ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد الحالي، وصعوبة التوقع بما هو قادم في المستقبل.