لبنان يتحرّك ديبلوماسيّاً لقيادة مرحلة وقف إطلاق النار

south - leb army convoy

كشف مصدر سياسي واسع الاطلاع عن أنّ "لبنان يقود مرحلة وقف إطلاق النار من موقع تفاوضي مدعوم بدستوره وإجماعه الوطني، إذ يتولّى رئيس الجمهورية جوزاف عون متابعة الملف من موقعه الدستوري استناداً إلى المادة 52 من الدستور، والتي تنص على أنّه يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة، وأيضاً بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة. وهذا الدور يمنحه هامشاً واسعاً للحركة بين القوى المحلية والإقليمية والدولية، لضمان تحقيق أقصى استفادة من التمديد الحالي، والعمل على ضبط إيقاع المشهد السياسي والعسكري بما يحقق المصلحة الوطنية".

وأشار المصدر إلى أنّه "من هذا المنطلق، يتابع الرئيس عون الاتصالات مع مختلف الجهات، مستنداً إلى غطاء دولي وفرته لجنة المراقبة الخماسية، لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا، اللتين تضغطان لضمان الالتزام بمفاعيل وقف النار، وتهيئة الأرضية لأي تطور لاحق قد يعيد رسم معالم المشهد اللبناني بأبعاده الداخلية والخارجية".

ولفت إلى أنّ "التحركات اللبنانية لم تتوقف عند المستوى الديبلوماسي فحسب، بل دخل الجيش اللبناني على خط المواكبة الأمنية ميدانياً، وهذا ما سيتجلّى خلال الأيام المقبلة من خلال خطوات ستظهر تباعاً بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل). هذه الإجراءات تهدف إلى تعزيز الاستقرار ومنع أي خروقات قد تعرقل المسار التفاوضي، لا سيما أنّ لبنان يدرك أنّ أي انتكاسة أمنية قد تمنح الجيش الإسرائيلي الذريعة لإعادة خلط الأوراق، ما يجعل المتابعة الحثيثة والميدانية ضرورة ملحة لضبط الحدود ومنع التصعيد غير المحسوب".

وأوضح المصدر أنّه "في السياق عينه، تتواصل الاتصالات على المستوى السياسي الداخلي لحث مختلف القوى على الالتزام بتعهداتها، لاسيما تلك التي وردت في البيان الصادر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والذي شكّل أرضية توافقية للتمديد. والمفارقة أنّ جميع القوى السياسية وافقت على مضمون البيان والتمديد".

وقال المصدر: "أمام هذا المشهد، يبقى السؤال الأهم: هل سيشكل التمديد الحالي المحطة الأخيرة قبل الانتقال إلى مرحلة جديدة أكثر استقرارا، أم أن لبنان سيجد نفسه مضطراً إلى القبول بتمديدات متتالية تحت ضغط الوقائع الميدانية والتوازنات الدولية؟ الجواب رهن بالأيام المقبلة، وبقدرة لبنان على انتزاع موقف موحد يكرس سيادته ويحمي استقراره في ظل التعقيدات المتشابكة التي تحيط به".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: