لبنان يغرق بالعتمة.. والوزراء المتعاقبون عينهم على سلعاتا

4753_600X400articles

مرة أخرى، تجدد قصة ابريق زيت الكهرباء، وتعود المناكفات الى الواجهة، لا سيما بعد الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، وما خرج منها الى العلن من حرب ردود وبيانات شرسة بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض الذي كان قد سحب ملف عروض الكهرباء، لمزيد من الدرس.

“هني” يريدون سحب مناقصتي الكهرباء، قالها فياض على فنجان قهوة وزاري قبل الجلسة الحكومية الاخيرة، من دون أن يفصح عن المزيد. لكن “راجح” الغائب وتقديره “هني” واضح ومعلوم فمن يصر على تولي الطاقة حتى لو كلف الأمر تعطيل البلد أشهر وسنوات، لا تعنيه العتمة وفواتير المولدات القاتلة وليالي اللبنانيين المظلمة، طالما جهنمه بألف خير.

في التفاصيل وضع على طاولة مجلس الوزراء عرضان المقدّمان من شركتيّ جنرال الكتريك وسيمنز، والمتعلّقين بتزويد معمليّ دير عمار والزهراني بألفي ميغاواط من الطاقة المولَّدة عبر الغاز الذي ستؤمّنه الشركتان، وبسعر مقبول جداً مقارنة بالأسعار العالمية، على ان توزع المياغاواتز على الشكل التالي، 1000 لمعمل الزهراني و1000 لدير عمار. واللافت أن شركة سيمنز تقدمت للمرة الثانية بعرض توفير الكهرباء للبنان 24/24 بمدة لا تتجاوز سنة ونصف السنة، على أن تموّل مشروعها عبر شركة CMEC الصينية ويتضمن التمويل إصلاح الشبكة ومحطات التوزيع وتوفير الغاز بأسعار متدنية.

وبلغة الأرقام، يدفع المواطن 40 سنتاً حالياً مقابل كل كيلواط / ساعة، فيما يقدم العرض سعر 8 سنت مقابل كل كيلواط ساعة، ما يعني خفض الكلفة نحو 80 بالمئة.

أما عن الملف الثاني، والمتعلّق بـ”ترسية عقد استشاري بالتراضي مع شركة كهرباء فرنسا (EDF) لتحضير دفتر شروط خاص بمناقصة إنتاج الطاقة في دير عمار والزهراني”، بمبلغ قيمته مليون و٤٠٠ الف اورو، فبرر فياض سحب الملف بأنه “ليس بوارد السير بتوقيع صفقات بالتراضي لشراء الكهرباء بأثمان مرتفعة بل باعتماد الطرق القانونية السليمة التي تتيح المنافسة للجميع”.

لكن وراء كل ما تقدم حقيقة دامغة تتكر مع الحكومات المتعاقبة، وهي رغبة فريق العهد تمرير مشروع بناء معمل سلعاتا الذي يريده وزير الطاقة الأسبق جبران باسيل، عبر فياض. في المقابل، تؤكّد مصادر متابعة للملف، أن تزويد معملي دير عمار والزهراني بالغاز، بالإضافة إلى بناء معمل جديد في دير عمار حيث الأرض موجودة، وحيث المنطقة أقرب لناحية وصول الغاز المصري إليها مستقبلاً، هو السبيل الأسرع والأوفر لتأمين الكهرباء، فما هو مبرر انشاء سلعاتا في هذه الحالة؟.

الجواب عند وزراء الطاقة المتعاقبين منذ الـ٢٠١٠ حتى اليوم، الذين وعدوا بكهرباء 24/24 فصار لبنان في العتمة القاتلة 24 /24. هم بيعرفوا تماما متل اللبنانيين سبب اصرارهم على بناء سلعاتا، والسيطرة على وزارة الطاقة التي تَعِد باستثمارات مفتوحة على مدى 25 عاماً في مختلف مجالات الطاقة، مع كل تفاصيل العقود والاستثمارات… وعليه، ما همّ هؤلاء من عتمة اللبنانيين؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: