لبنان يودع عون و”شعبه العظيم”

WhatsApp Image 2022-10-30 at 1.30.30 PM

على ركام انهيار مالي كارثي وانفجار مرفأ بيروت، وتفريغ المؤسسات الدستورية وتدميرها والإطاحة بالسلطة التنفيذية لمصلحة فراغ في رأس السلطة، غادر الرئيس ميشال عون قصر بعبدا، محاطاً بجمهوره “العظيم”، وعلى وقع الأناشيد الإحتفالية والأغاني الوداعية التي أعدت للمناسبة.
لم يختلف الخطاب الشعبوي اليوم عن خطابه في السابق رئيساً للتيار الوطني الحر أو رئيساً للجمهورية، فهو استعاد هجومه على حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، ومدافعاً وبالإسم عن قاضية “عوينة”، وشاكياً الظلم الذي لحق بالمعتقلين المشتبه بهم في جريمة المرفأ ، من دون الإشارة إلى الضحايا وآلاف الجرحى، وذلك فقط لأن “مصالح” سياسية خاصة تملي إقفال هذا الملف إلى الأبد.
شعب الرئيس عون، الذي ودعه اليوم، يشبهه في إنكار الأزمات التي يغرق بها لبنان، وكما كانت مواقف عون طيلة الأعوام الماضية، بعيدة عن الواقع ولا مبالية بوجع المواطنين، هكذا بدا العونيين من مسؤولين ومناصرين، في يوم الوداع من قصر بعبدا.
كما تحدث عون عن الذين عرقلوا إنجازاته، أشاد مناصروه بالإصلاح الذي حققه وبالتطور الإقتصادي الذي تحقق لأن “المال ليس كل شيء”، حتى أن البعض قال إن “كل اللبنانيين يتلقون الأموال من الخارج وليس هناك من فقراء في لبنان بل كل ما يحكى عنه هو إشاعات لضرب العهد”.
بلد مسروق قال عون وهتف له جمهوره العظيم. فوضى سياسية وليس دستورية أطلقها قبل رحيله ورحب بها العونيين.
يبقى أن ما ينتظر لبنان سيكون على صورة هذا الوداع والإنتصار المصطنع ، فيما سيستقر الرئيس السابق غداً في مقره الفخم وسيغرق اللبنانيون في بؤسهم وأزمتهم وفقرهم الذي لم ينظر إليه الرئيس الذي أعلن الحرب على لبنان الدولة واللبنانيين ومن ضمنهم “شعب لبنان العظيم” أو شعب عون البرتقالي.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: