أطلقت بلدية عرمون - كسروان، "درب عرمون" مسارات لمحبي رياضة المشي، برعاية وحضور وزير الاعلام بول مرقص ووزيرة السياحة لورا الخازن لحود، في البيت البلدي - عرمون، خلال حفل حضره النواب: شوقي الدكاش، نعمت أفرام وفريد الخازن، قائمقام كسروان الفتوح بالإنابة ستريدا نبهان، الاب شكرالله الغزال ممثلاً النائب البطريركي على منطقة جونية المطران يوحنا رفيق الورشا، بيار دكاش ممثل رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح إلياس بعينو، رئيس بلدية عرمون صخر عازار واعضاء المجلس البلدي، النائب السابق منصور البون، كاهن الرعية الاب مارون الصايغ وشخصيات وأهالي البلدة والمنطقة ورؤساء بلديات ومخاتير.
النشيد الوطني بداية، فكلمة عريفة الحفل غنى نصار تلاها فيلم وثائقي عرض تاريخ بلدة عرمون والمسارات فيها التي تم افتتاحها، ثم كلمة رئيس البلدية صخر عازار أشار فيها إلى أن "إفتتاح هذا المسار ليس مجرد مبادرة سياحية بل هو رسالة حياة نوجهها جميعاً، رسالة تؤكد أن السياحة يمكن أن تكون مستدامةً وأن الجبل يمكن أن يبقى أخضر، وأن الإنسان يمكن أن يتعايش مع الطبيعة دون أن يؤذيها". وقال: "إن هذا المسار سيساهم أولاً في تنشيط السياحة البيئية في منطقتنا، حيث يجذب الزوار من مختلف المناطق لإكتشاف جمال الطبيعة اللبنانية من جديد، ويدعم العائلات والمزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة الذين يعتمدون على السياحة الريفية كمصدر رزق كريم. وثانياً، يعد هذا المشروع دعامة أساسية للحفاظ على البيئة، إذْ يُذكرنا بأهمية صون الغابات، وحماية التنوع النباتي والحيواني الذي يميز جبل لبنان".
وشدد عازار على أن "الحفاظ على شجرة أرز أو زهرة جبلية هو حفاظ على جزء من هويتنا اللبنانية. ويُساهم هذا المسار في تطوير الوعي البيئي لدى الأجيال الجديدة، إذ نريد أن نرى أبناءنا أكثر التصاقاً بالطبيعة، أكثر تقديراً لجمالها، وأكثر ارتباطاً بأسلوب حياة أجدادنا الذين عاشوا بتناغم مع الأرضِ والماء والهواء"، شارحاً أن "هذا المسار يَحْمِلُ بُعداً عملياً مهماً، فَهُوَ يُسهل الوصول السريع إلى المناطق الجبلية في حالات الطوارئ ويرتبط بين الفتوح وكسروان خصوصاً في مكافحة الحرائق، مما يجعل منه جزءاً من منظومة حماية البيئة والسلامة العامة". وأكد انه "من خلال هذه المبادرة نحن نزرع اليوم بذرة الوعي البيئي في مجتمعنا، وندعو الجميع إلى المشاركة في حماية تراثنا الطبيعي، ليس بالكلام فقط، بل بالفعل، بالتشجير، بالنظافة وبنشر ثقافة احترام الطبيعة في بيوتنا ومدارسنا وشوارعنا".
وتوجه إلى أبناء بلدته بالقول: "إلى إبناء عرمون أقول: إن ورشة العمران والتنمية انطلقَتْ ولن تتوقف مهما كثُرَتِ التحديات. سنبقى نعمل يداً بيد كي تبقى عرمون منارة الفتوح وقلبه النابض".
وختم: "عرمون اليوم تقدم نموذجاً يُحْتِذى بِهِ فِي السياحة البيئية، والحفاظ على الثروات النباتية، وتعزيز العلاقة بين الانسان والأرض. فلنحافظ معاً على هذا الجمال ، لأنّ مَنْ لا يحمي طبيعته يَفْقُدُ جزءا من إنسانيتِهِ".
بدوره ارتجل مرقص كلمة مما قال فيها: "اكثر الأشياء التي الجأ اليها لارتاح، الصلاة ورياضة المشي وزيارة المناطق الجبلية وحين آتي إلى عرمون تجتمع هذه الأمور معاً. إن لكل بلدة صفاتها ومميزاتها، ولكل قرية وبلدة في كسروان جمالها، انما عرمون لها ميزة خاصة وطابع فريد من النادر ان نراه في بلدات اخرى، وهو انها مرسومة بدروبها وطرقاتها. وأضيف إلى كل ذلك الجهد البلدي الذي حولها إلى قرية رائعة. وفي كل مرة أزورها ارى أنها تتطور بفعل الجهود المبذولة والمحبة لها. تزخر هذه البلدة بمعالم مهمة جداً من سيدة الحقلة إلى سيدة عرمون والنبع والعين وخمارة ال شباط، وكل هذا المعالم بالإمكان تحويلها إلى متاحف".
وختم: "هذا تاريخنا وعلينا النهوض به لنحقق مستقبلا افضل. ويكفي أن نلاحظ انه لا يمرّ يوم في هذا العهد من دون بناء مدماك سياحي أو رياضي او اجتماعي، رغم كل الصعوبات والتحديات".
وكان للحود كلمة عبّرت فيها عن سعادتها بإطلاق "درب عرمون 2025"، مؤكدة أن "المبادرة تجسّد رؤية الوزارة في تعزيز السياحة المستدامة، وربط الناس بطبيعتهم وتراثهم، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص". وقالت: "يُسْعِدُني أَنْ أُشارِكَ اليَوْم في إِطْلاق "دَرْب عَرَمون 2025"،هذِهِ المُبادَرَة التي تَعْكِسُ رُؤْيَتَنا لِإِبْرازِ جَمال لبنان، وَدَعْمِ السِّياحَة المُسْتَدامَة، التي تَنْطَلِقُ مِنَ الأَرْض وَتَصِلُ إِلى كُلِّ مُواطِنٍ وَسائِح، دونَ تَمييزٍ مَناطِقي أَو طَبَقي. لَقَدْ أَوْلَتْ وِزارَةُ السِّياحَة اهْتِماماً كَبيراً لِدُروبِ المَشي في مُخْتَلَفِ المَناطِق اللُّبنانية، إِدْراكاً مِنْها لِأَهَمِّيَّة هذِهِ المَسارات التي تَجْمَعُ بَيْنَ الرِّياضَة وَالبيئَة وَالثَّقافَة، وَتَسْمَحُ بِإِعادَةِ اكْتِشافِ لُبنان، مُلامِسَةً تاريخَهُ وَطَبيعَتَهُ".
اضافت: "تَمُرُّ هذِهِ الدُّروب بَيْنَ أَجْمَلِ الجِبالِ وَالوِديان، تُحَوِّلها مَساحاتٍ تَنْبُضُ بِالحَياة، وَمَرايا لِتُراثِنا. تُقَرِّبُ النّاسَ مِنّ هَوِيَّتِهِم، وَتُعَزِّزُ التَّواصُلَ بَيْنَ اللُّبْنانِيِّين وَمَناطِقِهِم. وَمِنْ خِلال دَعْمِنا لِهذِهِ المُبادَرات، نَهْدِفُ إِلى تَنْشيطِ الاقْتِصادِ المَحَلّي، وَتَشْجيع الصِّناعاتِ الحِرَفِيَّة وَالمَأْكولاتِ التَّقْليدِيَّة، وَالسَّماح لِفُرَصِ العَمَل أَنْ تَعودَ إِلى قُرنا وَبَلْداتِنا وتَتَرَسَّخَ فيها". وتابعت: "وَلا نَنْسى أَنَّ هذِهِ الرِّياضَة بِالتَّحْديد تَسْتَطيع الإِفادَة إِلى أَقْصى الحُدود مِنَ الطَّقْسِ المُعْتَدِل الذي يَتَمَيَّزُ بِهِ لُبنان، مِمّا يَسْمَحُ بِمُمَارَستِها عَلى مَدارِ أَشْهُرٍ طَويلَة مِنَ السَّنَة. إَنَّ "دَرْب عَرَمون"، بَتَنْظيمِها وَتَخْطيطِها الدَّقيق، وَتَعاوُنِها المُثْمِر بَيْنَ البَلَدِيّة وَالمُجْتَمَعِ المَحَلّي وَالقِطاعِ الخاص، تُجَسِّدُ مِثالًا لِلشَّراكَة التي نُؤْمِنُ بِها. فَالسِّياحَة، والمُحافَظَة عَلى البيئَة وَالثَّروات الطَّبيعِيَّة والحُرْجِيَّة وَالمائِيَّة، لَيْسَت مَسْؤولِيَّة جِهَة واحِدَة، أَكانَ اسْمُها وِزارة سِياحَة أَوْ بيئَة أَوْ زِراعَة أَوْ طاقَة. بَلْ هِيَ مَشْروعٌ وَطَني يَتَطَلَّبُ تَضافُرَ الجُهود بَيْنَ القِطاعَيْن العام وَالخاص، وَبَيْنَ المُواطِنين وَالمُؤَسَّسات".
وختمت: "فأَنْتُم اليَوْم تَفْتَحونَ دُروباً جَديدَة نَحْوَ مُسْتَقْبَلٍ سِياحِيٍّ واعِد، وَتُظْهِرون الدّرْبَ الذي نَتَمَنّى لِلُبنان السَّيْرَ قُدُماً عَلَيْه، لِنَصِلَ جَميعًا إِلى الأَمانِ والازْدِهار وَالثِقَة". تكريم ثم سلم رئيس بلدية عرمون دروعا تكريمية لكل من وزيري السياحة والإعلام والقائمقام ورئيس اتحاد البلديات. واختتم اللقاء بترويقة قروية شارك فيها الحضور. وكان" درب عرمون" افتتح صباحاً عند الساعة الثامنة، حيث تجمع عدد من محبي رياضة المشي امام البيت البلدي وانطلقوا صعوداً نحو راس الجبل (جورة النجاص) لي جولة استكشافية لمسارات الدرب الثلاثة.