أُعيد افتتاح مغارة جعيتا برعاية رئيس الجمهورية جوزاف عون ممثلاً بوزيرة السياحة لور الخازن لحود، وذلك في حضور النواب ندى البستاني، سليم الصايغ، فريد هيكل الخازن، نعمة إفرام، والعميد ربيع العاكوم ممثلاً قائد الجيش رودولف هيكل، والعميد عبدو خليل ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله، والمقدّم أدريانا البستاني ممثلة المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، إضافة إلى الوزير السابق زياد بارود، النائب السابق منصور البون، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون القانونية والدستورية المحامي أنطوان صفير، الرئيس العام للرهبانية المريمية المارونية الأباتي إدمون رزق، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري، رئيس اتحاد بلديات كسروان–الفتوح ورئيس بلدية ذوق مكايل الياس بعينو، إلى جانب عدد من رؤساء البلديات والمخاتير وأبناء المنطقة.
استُهلّ الحفل بالنشيد الوطني، ثم ألقت الإعلامية ريما رحمة كلمة قالت فيها: "الجمال ليس ترفًا بل هوية، ومغارة جعيتا في جمالها تختصر الهوية اللبنانية. نرحّب بكم على أرض الجمال، على أرض لبنان الذي يسقط أحيانًا، لكنه لا ينكسر، يغيم لكنه لا ينطفئ".
وتابعت: "تمنّينا، مع اقتراب الانتخابات البلدية، أن يتغيّر كل شيء، لأن البلدية هي واجهة البلدة وركيزة التقدّم المحلي. بلدية جعيتا اليوم تعمل بقلب واحد لتطوير البلدة من النظافة إلى البنى التحتية وهوية الإنسان".
ثم عُرض فيلم وثائقي عن تاريخ مغارة جعيتا من إعداد إلسي خليل، تناول مراحل اكتشافها منذ عام 1882 حتى اليوم.
بدوره، قال رئيس اتحاد بلديات كسروان-الفتوح إلياس بعينو: "نرحّب بكم في هذا اليوم المميّز الذي نحتفل فيه بعودة الحياة إلى أحد أجمل معالم لبنان، مغارة جعيتا. بعد سبعة أشهر من العمل الدؤوب، لا نعيد فتح المغارة فحسب، بل نفتح نافذة على الجمال والتاريخ والروح اللبنانية المتجذّرة في أرضنا".
وأكّد أهمية الشراكة بين البلديات والوزارات، مشدّدًا على أنّ جعيتا "ملك الجميع، وخصوصًا أبناء جعيتا".
وأشار إلى أن التحديات كانت كبيرة، "لكننا أصررنا على إبقاء المرفق حيًّا، واجهةً سياحية للبنان، بإدارة محترفة تراعي السلامة العامة". ووجّه الشكر إلى الوزيرة لحود، والنواب، ووسائل الإعلام، وفريق وزارة السياحة والبلدية.
ثم كانت كلمة للوزير السابق زياد بارود قال فيها: "علي بابا ليس هنا الليلة، لا هو ولا الأربعون لصًّا. هنا مغارة لا تشبه مغاور الفساد، بل مغارة مياه تروي العطش، وتحمل قصص آلاف السنين، أعادتها الدولة إلى الحياة".
ووجّه الشكر للوزيرة لحود، قائلاً: "آمنتِ أن الإقفال اختناق، وتمسّكتِ بالقرار، ووفيتِ بالوعد. كما نشكر رؤساء البلديات السابقين الذين حافظوا على هذه الثروة، ونخصّ أبناء جعيتا الذين كانوا ولا يزالون حرّاس هذا الكنز الطبيعي".
وختم متمنيًا أن "ينهض لبنان من كبوته، وأن يضخّ العهد الجديد برئاسة جوزاف عون أملاً وماءً عذبًا يروي البلاد".
وألقت الوزيرة لور لحود كلمة رئيس الجمهورية فقالت: "يشرفني أن أقف بينكم ممثلةً الرئيس جوزاف عون في مناسبة رمزية كبيرة. مغارة جعيتا، هذه الأعجوبة الطبيعية، تعود لتفتح أبوابها بعد ثمانية أشهر من الإقفال القسري، بفضل إصرار الرئيس، وتعاون وزارة السياحة وبلدية جعيتا، ومواكبة الإعلام وأبناء البلدة".
وأضافت: "تواجه البلديات تحديات كبيرة، لكنها تبقى نقطة التواصل الأولى مع المواطن، وهي بحاجة إلى دعم فعلي لاستعادة الثقة بالمؤسسات".
وأكدت أن "الإقبال الذي شهدته المغارة في الأيام الأخيرة، والذي فاق الألف زائر يوميًا، هو ثمرة الإرادة والصبر والعمل القانوني المدروس. وقد سلّمنا الموقع للبلدية مؤقّتًا بانتظار إطلاق مناقصة شفافة لاختيار مستثمر جديد وفق شروط عالية الجودة".
وشكرت شركة دار الهندسة ونادي Speleo Club du Liban على جهودهما، وأعلنت نية الوزارة تفعيل ملف إدراج المغارة على لائحة التراث العالمي في اليونسكو.
وتابعت: "سياستنا السياحية ليست فقط مهرجانات وصور دعائية. نعتمد نهجًا واقعيًا مبنيًا على العمل التراكمي. من إعادة فتح مغارة جعيتا، إلى تطوير المطار، وورشة تحديث ترخيص المطاعم والفنادق، إلى تدقيق أرقام الوافدين، كلّها خطوات تُبنى بالتعاون مع الوزارات المعنية لأن السياحة لا تنهض وحدها".
وختمت بالقول: "إعادة فتح مغارة جعيتا خطوة تعزز الأمل، وتؤكد أنّ التعاون بين الدولة والسلطات المحلية والقطاع الخاص يصنع الفارق. باسم رئيس الجمهورية، أهنئ بلدية جعيتا وأشكر كل من عمل بصمت لتحقيق هذا الإنجاز. نعدكم بأننا مستمرون بخطى واقعية نحو سياحة تنهض بالاقتصاد وتعيد ربط اللبنانيين بأرضهم".
في ختام الحفل، كرّم رئيس وأعضاء مجلس بلدية جعيتا الوزيرة لحود، وجال الحضور في أرجاء المغارة، قبل أن تُختتم المناسبة بإزاحة الستارة عن لوحة الافتتاح وتبادل الأنخاب احتفالًا بالحدث.