تتوالى الاتصالات على خط نواب السنّة، حيث بلغت ذروتها في الساعات الماضية، وهي مرشحة للتفاعل في الأيام المقبلة قبل الجلسة الثانية لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية، وعليه يمكن القول وفق المعلومات والمعطيات التي تتناقلها أكثر من جهة مشاركة ومتابعة لهذه اللقاءات إنّ الأمور ستتبدّل رأساً على عقب وهناك إعادة خلط أوراق، وبالتالي فإنّ الذين صوتوا من النواب السنّة بالورقة البيضاء أو لأسماء أخرى كلبنان أو السيد سليم إده سيتغير توجههم على ضوء الاتصالات واللقاءات التي عُقدت سواء في معراب أو مع اللقاء الديمقراطي وحزب الكتائب وآخرين، وهناك إجماع من هذه التكتلات على أن يكون الموقف جامعاً فيتم إسقاط ورقة النائب ميشال معوض، ولهذه الغاية فإنّ كل المفاجآت واردة أيضاً على خط نواب آخرين بدأوا يعيدون حساباتهم وهم نواب التغيير، بمعنى أنّ المسألة أضحت قابلة للتغيير على ضوء ما يجري من اصطفافات ولقاءات ومشاورات، وثمة نفي قاطع من قبل أجواء مقربة من المملكة العربية السعودية عن تدخّلات، والفرض على بعض النواب ليصوتوا لهذا المرشح أو ذاك، بل أنّ كل ما قامت به المملكة، من خلال علاقاتها التاريخية مع دار الفتوى كما علاقة بكركي بالفاتيكان أو سواهم، هي تقريب وجهات النظر بعد التشرذم الذي أصاب الساحة السنّية، وعليه فإنّ لقاء دار الفتوى كان له مردوده الإيجابي ولم يكن لقاءً طائفياً بل وطنياً جامعاً، وهذا ما ظهر جلياً من خلال الإيجابيات التي قوبل بها سواء من سيد بكركي أو حتى من دوائر الفاتيكان وسواهم، لا سيما أنّه من نادى بانتخاب الرئيس المسيحي، وهذا ما تشدّد عليه دائماً المملكة العربية السعودية التي تربطها علاقات وثيقة مع بكركي والفاتيكان. لذا فإنّ اللقاءات التي تحصل إنّما هي لمنع تكرار "الغلطة المميتة" في الانتخابات السابقة وانتخاب رئيس من الممانعة، فعلى هذه الخلفية تجري الاجتماعات لخلاص البلد من أزماته، والسعودية تقوم بدور توافقي ولا تملي على أحد مَن يختار، إنّما مواصفاتها للرئيس العتيد واضحة ولا لبس فيها وهي قالتها وكررتها في أكثر من محطة ومناسبة.
