على الرغم من أن زيارة رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط إلى البترون، للقاء رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، لم تكن مفاجئة، إذ سبق لباسيل ان التقى الوزير السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، ورافق ذلك الكثير من الانتقادات والتعليقات.
وفي هذا السياق أكّد أمين السر العام في الحزب “التقدمي الإشتراكي” ظافر ناصر، أن “حركة رئيس الحزب قائمة على قاعدة الإنتاج والتواصل مع جميع الأطراف والأفرقاء السياسيين، ويبقى لكل طرف آراؤه ومواقفه في مختلف القضايا المطروحة على الساحة الداخليّة، معلقا على الانتقادات التي وجّهَت حيال اللقاء بالقول:” “أي انتقاد لأي لقاء هو حق لكل مواطن ولا مشكلة في ذلك، إنما بالنسبة لنا ومن تجاربنا خلال الحرب الأهلية، فمن تحاربنا معهم حينها عدنا وتصالحنا ووضعنا قضية المصالحة الوطنية أولوية دائما، وبالتالي فإن أي خلاف مهما كان نحن مقتنعون أنه لا يجب أن يمنع التواصل أو الحوار ولو من مواقع الاختلاف”، مؤكدا في هذا الإطار أن هذه اللقاءات خصوصا مع “التيار الوطني الحر ” لا نستطيع ان نتحدث ضمنها عن توافق بالمطلق، حول أي أمر أو موضوع، فالأمور مرهونة بأوقاتها وبالمواضيع والقضايا التي تطرح كل في حينه.
وعلى المقلب الآخر، تشير معلومات LebTalks أن هناك بحثاً في تعزيز العلاقة بين الطرفين، وتحديدا لمواجهة ومجابهة تداعيات حرب غزة، في حين كان لقاءً لكسر الجليد الحاصل بين الطرفين، وبالتالي ثمة أجواء تشير إلى أن التنسيق بين “التيار والاشتراكي” بلغ مراحل متقدمة في الجبل والساحل بين من الطرفين، وتؤكّد مصادرنا أنه بالنسبة لزيارة رئيس الحزب “التقدمي” إلى البترون ” كانت زيارة ودّية وهذا بدا واضحاً من الأجواء التي ظهرت خلال اللقاء، أما المواضيع التي تم طرحها كانت عن ضرورة توحيد الصف لمواجهة أحداث غزة، في إطار الوحدة الوطنية، وقد جرى حديث مطول عن إمكانية تعزيز التعاون في الجبل إنمائيا وتنمويا، وفي مختلف المستويات والتلاقي بين الطرفين، وهذا سيكون له دوره الإيجابي على صعيد المسيحيين والدروز، وسائر المكونات في الجبل، إضافة الى أن موضوع التمديد لقائد الجيش، بُحِث من منطلق ضرورة ألّا يكون هناك شغور في مركز القيادة، وضرورة تعيين رئيس للاركان، وصولا إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية”
وفي السياق أكّدت المصادر عن استمرار اللقاءات بين” التيار والاشتراكي” في المرحلة المقبلة “، وبأنّ ثمة لقاءات تحصل على مستوى النواب والقيادات الحزبية من الفريقين.
ختاما، كل هذه الجولات المكوكية التي يقوم بها “الإشتراكي” وسط الحرب المندلعة في الجنوب، لن تمنع بقاء العلاقة طبيعية بينه و”القوات” كما وسائر الأحزاب المسيحية الأخرى، بدليل الزيارات القائمة مع سائر القوى والأحزاب المسيحية، بل على العكس فبإمكانها، بحسب المراقبين، أن تخلق جسر للتلاقي بين المكوّنات السياسية خصوصا في مرحلة متشنجة كهذه ، ووسط العراقيل والفراغات التي يشهدها البلد حاليا!