كتبت صونيا رزق
لا شك في انّ زيارة البطريرك بشارة الراعي الى بعبدا يوم امس شكلّت مفاجأة، بسبب توقيتها المتزامن مع حرب الردود و” اللطشات ” السياسية، وهجوم الجيش الالكتروني العوني على سيّد بكركي، مع ما رافق الاسبوع الفائت من فضائح وخيبات بالجملة، من ملف القضاء الى تهريب المخدرات الى السعودية ضمن فاكهة الرمان، الامر الذي تصدّى له البطريرك بالخطوات الدبلوماسية، عبر اتصاله بالسفير السعودي وليد البخاري، في محاولة لتصحيح العلاقة مع المملكة، كي تفتح ابوابها من جديد امام المنتجات الزراعية اللبنانية.
لكن الراعي الذي أراد تلطيف الاجواء لدى خروجه من الاجتماع، الذي حوى الكثير من العتاب مع بعض التوتر على خلفية عدم الإقناع المتبادل، اعلن من منبر بعبدا بأنّ هدف اللقاء فتح الطريق أمام تشكيل الحكومة، وتوضيح مواقفه من الملف القضائي، وصولاً الى قوله عبارة ” بكركي لا تُهاجم أحداً بل هم يُهاجموننا “، في إشارة منه الى إطلاق السهام السياسية المبطّنة في إتجاهه من قبل النائب جبران باسيل، وهجوم محازبيّ ومناصريّ التيار الوطني الحر، على مواقع التواصل الاجتماعي وبالشخصي . لكن كل هذا لم يدفع بالبطريرك الى قطع تواصله مع بعبدا، لانّ الملفات متشعبة وتتطلّب معالجة فورية، خصوصاً تداعيات التهريب الى السعودية، حيث طلب الراعي من رئيس الجمهورية الضغط لحل هذا الملف سريعاً، فأتى الرد بأنّ لبنان حريص على عدم تعريض سلامة أي دولة للخطر، وبأنه إستوضح أسباب التأخير في شراء الآت ” السكانر” لوضعها على المعابر.
كما كانت التجاوزات القضائية طبقاً دسماً خلال الاجتماع ، اذ اوضح الراعي موقفه من ضرورة مكافحة الفساد، لكن ما جرى من قبل القاضية غادة عون كان مخالفاً للأصول القضائية والقانونية، نافياً إتهام البعض له بأنّ موقفه يصّب في مصلحة المصارف، فجاءه الرد من رئيس الجمهورية بأنّ القاضية عون لم تخالف القانون، وما قامت به اتى ضمن الصلاحيات المعطاة لها، فإستمر التباين في الموقف من هذا الملف.
وعلى صعيد التشكيلة الحكومية، بقي كل منهما على موقفه، اذ فشل الراعي في تقريب التواصل بين عون والحريري، وبدوره لم يقتنع سيّد بكركي بمبررات سيّد بعبدا، التي تحول دون التأليف الحكومي، فبقي القديم على قدمه، ولم يفلح اللقاء في صنع المعجزات.
ولم يغب العتاب في نهاية اللقاء ضمن سؤال الراعي، عن جدوى هجوم الجيش الالكتروني العوني عليه وبالشخصي؟، مع إعلان هاشتاغ ” تجار الهيكل” بعد عظته مباشرة يوم الاحد، والهجوم ايضاً على المطران الياس عوده، فكان مسك الختام العمل على وقف تلك الهجومات المتكررة.