لقاء باريس رمى الكرة الرئاسية في الملعب اللبناني

LNAIWRELRR

في قراءة أولية للبيان الختامي الصادر عن الإجتماع الخماسي الباريسي، يبدو من الواضح بأن التكهنات السابقة لأطراف سياسية عليمة إزاء رفضها انتظار الحل من الخارج وإصرارها على لبننة الإستحقاق الرئاسي، كانت في محلها ولم تخطىء التوصيف لاجتماع ممثلين عن فرنسا والسعودية وقطر والولايات المتحدة الأميركية ومصر.
ولذا فإن ورقة العمل المشتركة التي بحثت على الطاولة في هذا الإجتماع، تناولت الملف الرئاسي ولو من دون الإنخراط في لعبة الأسماء المطروحة، من أجل تفادي حرق البعض منها، لكن المعلومات المتسربة عن الإجتماع، تكشف عن رفض أي الخيارات “المعلبة” في سياق الأسماء المطروحة، وإن كان المجتمعون قد عرضوا بشكل مفصل وبعيداً عن الإعلام وخلال التحضيرات واللقاءات ، المواصفات الرئاسية ومدى تناغم الشخصيات المطروحة معها، وهي مواصفات لا تخرج عن سياق الثوابت المعلنة لجهة السيادة والشفافية والإستقلال عن صراعات المحاور.
ومن هنا ، لا بد من عرض الأبعاد الحقيقية للبنود التي اتفق عليها ممثلو هذه الدول الخمس والتي كررت التوصية مجدداً بأهمية الإصلاحات في لبنان للخروج من الأزمة المالية والسعي إلى إعادة إطلاق العجلة الإقتصادية تزامناً مع خطة إصلاحية إنقاذية، تؤمن الإنتقال إلى مرحلة التعافي.
إلا أن أبرز ما في سطور هذا البيان، ووفق مرجعية سياسية بارزة، هو الحديث عن تموضع لبنان في محور قريب من إيران ولو أن ذلك أتى في صياغة إنشائية جديدة. وترى هذه المرجعية أن البيان المذكور، قد وضع الإصبع على الجرح اللبناني الحقيقي وهو “الهيمنة الإيرانية على القرار السياسي من خلال حزب الله”، وبالتالي اصطفاف السلطة في المحور الإيراني وبالتالي تعطيل الإستحقاقات الدستورية أو السياسية أو الإصلاحية، ومنع قيام دولة المؤسسات، وصولاً إلى تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية.
وبالتالي، فإن الرسالة واضحة إلى القوى اللبنانية وتقضي بتحديد الخيارات الحاسمة إزاء هذا التموضع الذي أدى إلى الإنهيار الحالي وبات يهدد الصيغة اللبنانية والكيان ، من خلال إفراغ المؤسسات من دورها.
وتكشف المرجعية السياسية عن أن وضع كرة الرئاسة في ملعب القوى اللبنانية، هو الخلاصة الأساسية للإجتماع الباريسي، وبالتالي فقد بات على هذه القوى أن تحدد خيارها والموقع الذي ستتموضع فيه، علماً أنه كان قد سبق لرئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، قد تحدث منذ أشهر عن أهمية مقاربة الإستحقاق الرئاسي لبنانياً وعدم انتظار الخارج الذي لن يقدم أية حلول أو تسويات.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: