أشار النائب نديم الجميل الى أن هناك خيارين لا ثالث لهما للبنان، فالخيار الأول يمكن في التوجّه الذي كان قائماً منذ حوالي 40 عاماً وهو الانخراط في محور الممانعة ما جلب الويلات والخراب والدمار للبلد، أما الخيار الثاني وهو الخروج من هذا الخيار وإعادة لبنان الى الحض العربي عبر انفتاحه على الدول العربية والغربية وتعزيز اقتصاده، والأهم تعزيز المواطنة لدى أبنائه عبر تأمين حياة كريمة لهم.
وفي حديث لقناة “العربية”، أكد الجميل أن لبنان أمام اختبار حقيقي لمستقبله خصوصاً وأن محور الممانعة أخذ البلد الى ما آلت إليه الأمور وكلفة الحرب ستتجاوز مليارات الدولار، قائلاً: “للأسف من بعد 27 أيلول واغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله، هناك فراغ كامل بالقرار السياسي في البلد وهذا ما يؤكد سطوة الحزب على الدولة اللبنانية ومحاولته تهميش المعارضين، ونحاول الترقيع عبر إدخال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط، ولكن المطلوب اليوم التحرر من قبضة الحزب والخروج بتوجه جديد وأخذ البلد الى مكانه الطبيعي وهو الانفتاح العربي والغربي كما كنا في السابق”.
ورداً على سؤال حول موقف الرئيس ميقاتي، أوضح الجميل أن موقف الحكومة ككل مربك، “فكل الجهات تطالب بوقف النار ولكن علينا فصل جبهة الجنوب عن غزة، والاجتماع الذي حصل بين ميقاتي ووزير الخارجية الإيراني كان عاصفاً عندما رفض الأخير فصل المسارين عن بعضهما، وهذا الأمر يحتاج الى توضيح من ميقاتي وبري”.
وأكد أن “المطلوب اليوم فصل المسارين عن بعضهما لأن اللبنانيين يريدون تخطي حاجز الخوف من حزب الله نتيجة اغتيال المعارضين له، ووضع واضح والعمل عليه، يتمثّل بتطبيق القرار 1701 وتسليم سلاح الحزب الى الدولة اللبنانية والخروج من الخطابات الخشبية بأنه الحامي الوحيد للدولة وهو من يقيم توازن الرعب بينه وبين إسرائيل، وعليه العودة الى كنف الدولة وتسليم سلاحه كما فعلت باقي الأحزاب في السابق بعد اتفاق الطائف، والبحث بالمصلحة العليا للبنان واللبنانيين، فنحن جربنا محور المقاومة وعلينا اليوم تجربة شيء آخر وعلينا أن نكون رأس حربة بالمشروع الجديد”.
وحول دور الرئيس بري في المرحلة المقبلة، لفت الجميّل الى أن بري مرتبط بحزل الله ولكنه متحرر من القرار الإيراني، “ولكن لا نعلم الحزب كيف سيلتزم بتوجهات بري عندما طالب بفصل لبنان عن غزة وتطبيق 1701 كما وأن الرد أتى من إيران عبر وزير خارجيتها”، متسائلاً: “حزب الله بتوجهات من سيعمل؟ حليفه السياسي بري أم حليفه الروحي إيران؟ فهناك أمر واقع جديد يفرض على لبنان بعد اغيتال نصرالله وحتى الآن لم نتلمس تداعياته لكنه سيفرض خريطة سياسية جديدة وعلينا ان نكون جاهزين لتسلم لبنان الجديد”.
وحول البحث برئاسة الجمهورية، اعتبر الجميّل أنه من المبكر البحث بأسماء للرئاسة قبل اختيار أي محور نريد الانضمام له، فاذا بقينا داخل محور الممانعة لن يمكننا الاتيان برئيس قوي ينهض بالبلد، فهذا المحور تسلّم البلد من أيام عهد الرئيس إميل لحود حتى ميشال عون ورأينا ما حصل، لا يمكننا اختيار شخصية وسطية نريد رئيساً يخرج لبنان من أزمته ولا “يرقّع” الأزمات، فنحن لا نريد الحروب كل 10 سنوات بل نريد مستقبلاً لأولادنا”.
وبشأن الأمن في الداخل، أبدى الجميّل تخوفه من تفلّت الوضع نظراً لوجود جهات لديها مصلحة بتحويل الصراع الى خلاف داخلي لتصبح أوراق مفاوضات بين الدول، ولكن في الوقت نفسه هناك وعي كبير لدى اللبنانيين وهذا الأمر تجلّى بالتضامن مع النازحين الجنوبيين واستيعابهم، آملاً في ألا نصل الى أي إشكال داخلي.