أطلقت وزارة الصحة العامة بالشراكة مع منظمتَي “اليونيسف” والصحة العالمية الارشادات الوطنية للوقاية من الهزال الغذائي وادارته ومعالجة سوء التغذية بالإضافة إلى تقرير حال نمو صغار الأطفال ورعايتهم وتنشئتهم، وذلك من ضمن الاستراتيجية الوطنية للتغذية وتنمية الطفولة المبكرة، علماً بأنّ لبنان هو الدولة الأولى في المنطقة التي تجمع بيانات وطنية عن نموّ الاطفال في العامين الأولين من عمرهم.
وأكّد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض “ضرورة الاهتمام بحديثي الولادة”، واعتبر أنّ “الاهتمام بهم يساهم في بناء مجتمع سليم”. وقال إنّ “الارشادات الوطنية للوقاية من الهزال الغذائي والتقرير الذي تم إعداده حول حال نمو الصغار يظهران أن لبنان على الطريق الصحيح بالنسبة إلى نمو حديثي الولادة”.
ونوّه الأبيض بـ”إنجاز العمل في هذه المرحلة الحافلة بالتحديات، بمعايير متقدمة في تقنية تجميع المعلومات”، لافتاً إلى أنّ “النتائج التي تم التوصل إليها ستسهم في تقرير السياسات لسنوات عدة مقبلة”. وأبدى الأبيض ارتياحه لاعتماد “النتائج في برنامج الرعاية الأولية الذي يشكل محورًا أساسياً من محاور الاستراتيجية الوطنية للصحة للمحافظة على سلامة المجتمع. وقد أثبت هذا البرنامج فعاليته في خلال النزوح الكثيف الذي شهده لبنان أخيراً بسبب العدوان الإسرائيلي”.
وأكد أنّه “تم التوصل إلى الإرشادات والتقرير بسبب التزام فريق العمل وعمله الدؤوب على الرغم من الظروف البالغة الصعوبة، فلم تكن مساومة على نوعية العمل ودقته، بل حصل الإنجاز بكفاءة كبيرة”.
وأشار إلى أنّ “هذه الكفاءة تشكل عاملاً قويّاً لأن نعتز بلبنانيتنا، وهي بالتأكيد ستشكل دافعًا قويًا لأن نبدأ كلبنانيّين انطلاقة جديدة بعد الحرب الضروس التي شهدناها”.
من جهته قال ممثل اليونيسف بالإنابة أكيل أيار: “للمرة الأولى في لبنان، على مستوى العالم، أصبح لدينا بيانات شاملة عن نتائج تنمية الطفولة المبكرة في العامين الأوّلين الحاسمين من حياة الطفل. وبالأهمية نفسها أيضاً يتم إطلاق الإرشادات الوطنية الأولى للوقاية من الهزال وإدارته في لبنان – وهو مورد شامل مصمم لمعالجة التحدي المتزايد المتمثل في سوء التغذية في لبنان”.
أضاف: “هذان التقريران يدعواننا جميعاً للعمل معاً، عبر الوزارات والقطاعات، لضمان حصول كل طفل في لبنان على الفرصة لتحقيق إمكاناته الكاملة”.
ولفت ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر إلى أنّ “هذا الإنجاز يعكس الإنجاز جهداً جماعيّاً لتعزيز النظام الصحي في لبنان والتصدي لتحديات سوء التغذية، لا سيما بين السكان الأكثر ضعفاً – أطفالنا”، مشيراً إلى أنّه “مع استمرار لبنان في تجاوز التحديات التي يواجهها، تقف منظمة الصحة العالمية كشريك ثابت لوزارة الصحة العامة، ملتزمة بدعم الجهود المبذولة لمعالجة سوء التغذية. ودعمت منظمة الصحة العالمية تطوير المبادئ التوجيهية الوطنية الخاصة بالهزال لضمان استنادها إلى أحدث الأدلة من التوصيات العالمية لمنظمة الصحة العالمية لعام 2023، مع تكييفها مع سياق لبنان المحدد”.
وكان حفل الإطلاق قد افتتح بكلمة لأمير ياربارفار الذي أشرف على المشروع من “اليونيسف”، كما كان عرضان تقنيان للإرشادات وللتقرير قدمتهما كل من يارا هيكل ورئيسة دائرة العناية بالأم والطفل في وزارة الصحة العامة باميلا زغيب والبروفسور عايشة يوفسافزاي والدكتورة لمى شرف الدين.