يشاهد اللبنانيون عبر شاشات التلفزة اليوم ، وقائع الإحتفالات في قبرص بزيارة الخبر الأعظم البابا فرنسيس الأول، ويشعرون بمرارة كبيرة وعميقة، مردها حزنهم الشديد على واقعهم الخطير والمرير في آن.
اللبنانيون عموماً والمسيحيون خصوصاً، كانوا يتمنون لو أن قداسة البابا، مر بلبنان ولو للحظات من خلال هبوط طائرته في مطار رفيق الحريري ، في طريقه إلى اليونان وقبرص، أو حتى من خلال مرور طائرته في الأجواء اللبنانية، فيزرع الأمل في قلوب المؤمنين الذين يصلون ولا يتأملون إلا بتدخل إلهي للخروج من الظلام، على صورة معجزة ، وذلك بعدما يئسوا من كل التدخلات والمعالجات التي ثبت أنها عقيمة وقاتلة للبنان وشعبه.
مئات اللبنانيين في قبرص للصلاة مع قداسة البابا، وأصوات تضرعاتهم ترتفع إلى السماء ومباركة الحبر الأعظم لهم وللبنان، تصل بقوة إلى السماء الزرقاء في لبنان، فتزرع الأمل مكان اليأس، وتعيد الحياة إلى القلوب الحزينة على مئات الضحايا في تفجير مرفأ بيروت وآلاف الجرحى الذين سقطوا فيه، كما إلى آلاف اللبنانيين الذين يعيشون للمعاناة والتهجير في بلدهم الذي لم يعد يشبه نفسه ولا يشبههم جراء الجرائم التي ارتكبتها الطبقة السياسية، والتي تعمل على إفقارهم وتجويعهم وتهجيرهم وبشكل وحشي غير مسبوق.
