Search
Close this search box.

لمذا جاء التصعيد في القدس في هذا التوقيت؟ – بقلم البروفيسورة وداد الديك

لمذا جاء التصعيد في القدس في هذا التوقيت؟ - بقلم البروفيسورة وداد الديك

تمثل قضية الشيخ جراح في القدس عنصراً مهماً ساهم في إشعال الموقف في الوقت الحالي، إذ يسود التوتر في صفوف الفلسطينيين منذ بداية شهر رمضان كما يشارك ناشطون فلسطينيون وأهالي حي الشيخ جراح في إجتماعات متواصلة إعتراضاً على إخلاء محتمل لمنازل سكان في الحي لصالح بعض المستوطنات الإسرائيلية.
وكان إسرائيليون قد حصلوا بدعمٍ من المحاكم على منازل في الشيخ جراح بالقدس الشرقية مستندين إلى عائلات يهودية كانت تعيش هناك قبل حرب 1948 وهم يريدون إخلاء 58 منزلاً فلسطينياً آخر وفقاً لمنظمة السلام الآن.
بالمقابل يعتبر مراقبون إن قضية حي الشيخ جراح جاءت لنتنياهو في الوقت المناسب إذ أن الرجل يحاول تعزيز موقعه والبقاء في منصبه خاصةً بعد أن كان قد فشل في جهوده لتشكيل الحكومة الإسرائيلية في وقت يواجه فيه تهماً بالفساد قد تكلفه دخوله إلى السجن ومحاكمته في حال لم يبقَ في منصبه، لذا سيحاول قتل العدد الأكبر من الفلسطينيين ليثبت للإسرائيليين بأنه الرجل القوي القادر على هزيمة التحرك الفلسطيني والإنتصار كالعادة لإسرائيل.
إن ما يجري في القدس الآن مجرد فصلٍ من فصول الصراع العربي الإسرائيلي على الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف وعليه إن طموح الإستيلاء على المسجد الأقصى يلتقي مع طموح الإستيلاء على منازل حي الشيخ جراح وطرد عائلاته الفلسطينيين لبناء حي يهودي بديل تماماً كما كان الحال مع حي سلوان.
اللاَّفت بهذا الخصوص إن وقوف أحزاب اليمين الفاشي والمتطرف وراء هذا التوجه الذي يرمي إلى تهويد وضمِّ الأقصى وما بقي من أحياء القدس يضع الحكومة الإسرائيلية في معركة منافسة في التطرف مع هذه التيارات.
هل يدفع الفلسطينيون مجدداً ثمن التغييرات مع إدارة أميركية جديدةً؟
لقد جرى تنفيذ سياسات ضارة بعملية السلام خلال الأربع سنوات المنصرمة من وجود ترامب في الحكم.
إن التغييرات قادت للنظر إلى خطة السلام في الشرق الأوسط كأنها موالية لسياسات إسرائيل مع تهميش الفلسطينيين وحاولت الدفع بهم إلى طاولة المفاوضات عبر سحب المساعدات وإغلاق مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أن كل ذلك أثبت عدم فعاليته في تحقيق الأهداف وتطبيق صفقة القرن.
إلا أن فوز جو بايدن في سدة الرئاسة الأميركية قد يقدم تغييرات كبيرة بالنسبة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فثمة عدة خطوات ملموسة يمكن لإدارة بايدن أن تطبقها لتكون شريكاً ووسيطاً موثوقاً للفلسطينيين في أي مفاوضات مستقبلية من بينها استئناف تقديم المساعدات للفلسطينيين وإعادة افتتاح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية وإعادة منح البعثة الفلسطينية في واشنطن ومعارضة توسيع المستوطنات.
أخيراً لقد فشلت المحاولات الصهيونية في تذويب هوية الشعب الفلسطيني كما فشلت في تصفية القضية الفلسطينية لأن الجيل الجديد ممثلاً في أطفال الحجارة لم يعد ممكناً تجاهل تمسكه بحقه في تقرير مصيره في إقامة دولته المستقبلية فوق ترابه الوطني.

المنسقة المركزية للأبحاث والدراسات
في هيئة الرئاسة- تيار المستقبل

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: