بقلم عماد حداد
عقدت مجموعة من ثوار "١٧ تشرين" لقاءها الدوري للتباحث في ما آلت إليه الأمور على بعد أشهر قليلة من الإستحقاق المنتظر، وبعد أشهر كثيرة من الإنتظار، وأدلى أحد الناشطين بكلام تناول الأجواء التي تحيط بالتحضيرات قائلاً: "لقد استشرفنا منذ مدة ما وصلنا إليه على صعيد الثورة، وأجرينا نقداً ذاتياً وتقييماً موضوعيا حرصاً منا على تضحيات الثوار من جهة، وآمالهم من جهة ثانية، واكبنا إنشاء المجموعات وراقبنا الأخطاء التي تحصل على هذا الصعيد، وعلى الرغم من عدم رضانا، اعتبرنا أن ما قد يرضينا ليس بالضرورة أن يرضي الآخرين، فالمسألة ليست من يرفع راية الثورة بل أن تبقى مرفوعة". وتابع الناشط، "لقد نبهنا مباشرة وغير مباشرة إلى النهج المتبع والخطاب المعتمد من دون أن نلقى أذاناً صاغية بل تجاهل تام ولامبالاة بالثوار الذين لم ينضموا إلى تلك المجموعات لأسباب عديدة، أسقطنا الشقّ الشخصي منه، ولكن يخطئ من يعتقد أننا يمكن أن نتغاضى عن استثمار تعب الثوار، جميع الثوار من كافة المناطق والطوائف وحتى أولئك المنضوون في صفوف المجموعات ولا نكشف سراً حجم الإعتراضات من الداخل على الممارسات القمعية والمكابرة التي يعتمدها البعض تجاه الأعضاء داخل المجموعة الواحدة، وإذا كنا الآن في مرحلة توصيف الأمور حرصاً منا على الثورة، فقد يحين الوقت لتسمية الأمور بأسمائها، وأيضاً حرصاً عليها". وحتى لا يبقى الكلام في العموميات، تناول الناشط بعض ما يدور في الأروقة ويشير إلى النهج الإستعلائي، "تقرّ بعض المجموعات بخروج بعض الثوار من صفوفهم اعتراضاً، ولا يبادر أحد إلى معرفة ومعالجة سبب اعتراضهم، فالربط والحلّ هو بيد المموّلين وليس بيد الثوار، وإذ يقرّون بإمكانية تشكيل أكثر من لائحة للثورة في الدائرة الواحدة، فالمموّل هو من يقرر دعم اللائحة التي تحوز على عطفه وماله، وعندما يسأل أحدهم عن سبب غياب الثوار عن الشارع، يجيبون بأن الإحباط هو السبب في عدم القدرة على الحشد". وختم الناشط بالقول لهؤلاء: "نعم إن عدم القدرة على الحشد سببه الإحباط، ولكنه الإحباط من مجموعاتكم ومنصاتكم، وأسأل هؤلاء من دون خجل وإحراج، ماذا لو قررت القوات اللبنانية النزول إلى الشارع، هل تحشد أم لا؟ وأجيبكم، نعم تحشد".