إعتقد البعض أن المملكة العربية السعودية لن تدعم لبنان عندما كان الرئيس سعد الحريري مكلفاً بتشكيل الحكومة، إلا أن هذا الإعتقاد السائد خاطىء بمعنى أن هناك مسلّمات للرياض تجاه الملف اللبناني، وحيث سبق لموقع "LebTalks" أن كان سباقاً عندما أكد على هذا المعطى لجملة إعتبارات، ومن هذا المنطلق فإن السفير السعودي الدكتور وليد البخاري غادر بيروت بعدما استدعته قيادته للرياض عشية التكليف للتشاور وذلك ما ستظهر معالمه في وقت قريب بمعنى حيثيات موقف المملكة من الملف اللبناني.
وفي غضون ذلك كان اللافت التشاور المستمر من المجتمع الدولي مع الرياض لما لها من دعم تاريخي للبنان بحيث هي من حصّنت إقتصاده منذ حقبة السبعينيات، وقد كان لباريس دور أساسي في هذه الإتصالات من خلال لقاء وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وذلك على خلفية التمني على المملكة بأن تشارك في مؤتمر الرابع من آب المخصص لدعم لبنان.
هنا ثمة معلومات موثوقة حول الأسباب التي تحول دون دخول الرياض على الخط اللبناني كما كانت في المراحل السابقة، وبالتالي فإن هذا الموقف ثابت أكان الحريري مكلفاً أو ميقاتي وسواهما، بمعنى ثمة حملات لا زالت مستمرة على السعودية، وبالأمس نشر بعض الإعلام المقرّب من حزب الله والمدعوم منه ملفات مفبركة تحمل الأضاليل والخيال حول العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية، كذلك فإن حزب الله لا زال يدعم الحوثيين ويتلقى المساندة من طهران، ناهيك عن تهريب الممنوعات إلى السعودية والمستمرة في وقت عندما تتعرض دولة كالسعودية لحملات من دون أي حراك من الدولة اللبنانية، فهذا يؤكد على أن هذه الدولة والسلطة هما في المحور الإيراني وأن حزب الله هو المايسترو الذي يحرك السياسة اللبنانية، فكيف للمملكة أن تدعمه في ظل هذه الأجواء وإن كما قال السفير البخاري "أن المملكة لم تتخلَ عنه وهي إلى جانب أمنه واستقراره وإزدهاره؟".
