:كتب أندريه مهاوج في نداء الوطن
أفادت مصادر دبلوماسية فرنسية مكلّفة بالملف اللبناني لـ”نداء الوطن” بأنّ الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، يقوم في إطار مهمّته كمبعوث شخصي لرئيس الجمهورية الفرنسية بزيارة الى لبنان، حتى 27 آذار الحالي، لوضع اللمسات الأخيرة لزيارة رئيس الجمهورية جوزاف عوف، إلى فرنسا وفي إطار المرحلة التحضيرية لجهود إعادة إعمار البلاد.
وتهدف لقاءاته إلى تسهيل وضع إطار مؤسساتي يستجيب للمعايير الدولية في مجال التمويل، من أجل إقناع شركاء لبنان بالالتزام بإعادة إعماره وإنعاش اقتصاده في أقرب وقت ممكن.
وسيتوجه جان إيف لودريان في ختام زيارته لبنان، إلى الرياض والدوحة.
يأتي هذا التحرك الفرنسي في وقت حرج بالنسبة للبنان حيث يشهد الجنوب محاولات لتثبيت وقف إطلاق النار بعد أشهر من التصعيد الأمني في ظلّ الجهود الدولية لمنع البلاد من الانزلاق إلى مواجهة واسعة النطاق.
وتعكس زيارة لودريان اهتمام فرنسا بالملف اللبناني بالتزامن مع جهود تأمين نجاح المؤتمر الذي تستضيفه باريس لدعم إعادة إعمار لبنان.
يبقى التحدّي الأكبر، في قدرة السلطات اللبنانية على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية المطلوبة، خصوصاً في ظلّ الانقسامات الداخلية التي تعرقل أيّ تقدم حقيقي.
فالمجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا، يربط أي دعم ماليّ بتنفيذ إصلاحات جذريّة في المؤسسات اللبنانيّة، خصوصاً في مجالات القضاء والشفافية ومكافحة الفساد وإعادة هيكلة الاقتصاد.
إن نجاح المؤتمر المرتقب في باريس مرهون بمدى جدية الحكومة اللبنانية في تبني سياسات إصلاحية حقيقية، وليس فقط تقديم وعود لا تنفذ كما كان الحال في السابق، خصوصاً في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية والمعيشية.
يبقى السؤال: هل سيتمكن لبنان من استغلال هذه الفرصة الدولية لكسر الجمود السياسي والاقتصادي، أم أن الانقسامات الداخلية ستعرقل مرة أخرى أي تقدم نحو الإنقاذ؟