لا يبدو الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، انه صاحب نفس طويل في السياسة والديبلوماسية، على الرغم من انه شغل منصب وزير خارجية فرنسا، لكن مع المسؤولين اللبنانيين الذين يضربون بعرض الحائط كل انواع التفاهم وتوابعه، تسقط كل الصفات والمحاولات، فتبدو المهمة مستحيلة لانّ خلافاتم لا تنتهي، وعلى الرغم من كثرة الزيارات التي قام بها المسؤول الفرنسي الى بيروت، لكن في كل مرة كان يعود خائباً ومندهشاً، وهو قالها مراراً ” لم ارَ في حياتي مسؤولين لا تهمهم مصالح بلدهم”، فتعلّم حينها عن قرب كيف يكون الشجار السياسي المتواصل، الذي شهده بين مختلف القيادات اللبنانية، وفي نهاية المطاف ” نفض” يده من تلك الازمة او المعضلة الرئاسية، فلا أحد منهم يفهم على الاخر، لانّ اللقاءات كانت بين مجموعة أضداد – طرشان، يتبادلون طوال الوقت كل انواع الاتهامات بالفشل، فكان رد لودريان كلمات قاسية لهم شملت اللوم والتوبيخ، ما جعله يعيد التحذيرات على مسامعهم من دون ان يرف لهم جفن، مؤكداً على مقولة باتت درساً حفظها المسؤولون الدوليون، ولم يحفظها المسؤولون اللبنانيون، وهي :” توحّدوا على خيار الرئيس وأنقذوا بلدكم قبل فوات الاوان”، لكن لا حياة لمن تنادي، في ظل سحب ايادي الدول العربية من جيبة المساعدات للبنان، وكذلك الامر الدول الصديقة الغربية، ما يعني ان البلد يقف اليوم وحيداً في قلب العواصف من دون نجدة من احد، وبالتأكيد لودريان فقد اليوم المثابرة والسعي الى الحل، وبالتالي رفع العشرة بعد ثلاث سنوات من الوساطات والنصائح، من دون ان يتلقى اي موقف ايجابي من احد.
من هنا نطرح بعض الاسئلة: هل سيعود بعد غد الثلاثاء ؟، وماذا سيحمل في جعبته بالتزامن مع فشل اللقاء الخماسي، وبعد هذه الصورة القاتمة التي حملها معه عن وضع لبنان وعقلية مسؤوليه؟، لا شك في انّ عودته ستحمل عنوان” لزوم ما لا يلزم”!