ماذا عن زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في هذا التوقيت؟ هل يمكن انتخاب رئيس للجمهورية في خضم نيران الحرب الملتهبة في غزة وجنوباً، فيما وفي مرحلة الهدوء والسلام إذا صح التعبير، كان التعطيل سيد الموقف؟.
هنا وفي هذا السياق، تشير المعلومات المستقاة من أكثر من جهة لموقع LebTalks إلى أن زيارة لودريان تحمل أكثر من ملفٍ يتخطّى الإستحقاق الرئاسي، وصولاً إلى تحذير المسؤولين اللبنانيين من مغبّة زجّ بلدهم في الحرب، على غرار ما قامت به أكثر من عاصمة عربية، وبالتالي فإن باريس تتواصل وتنسّق دوماً مع المملكة العربية السعودية، نظراً لدورها المؤثِر في لبنان والمنطقة، ولاسيما أن قمتي الرياض العربية والإسلامية كانتا من أبرز القمم التي حصلت، بدليل أن لجنة المتابعة العربية التي يرأسها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، تقوم بدورٍ مفصلي مع عواصم القرار لوقف هذه الحرب، والسعي لحل الدولتين، وإرساء السلام العادل والشامل في المنطقة، ودفع إسرائيل للإلتزام بالقرارات الدولية، وإدانتها في حربها مع غزة من خلال إبادتها للشعب الفلسطيني.
من هنا، تأتي زيارة لودريان في توقيت مفصلي، فيما الأجواء تؤكد صعوبة لا بل إستحالة إنتخاب رئيس في هذه المرحلة لهذه الظروف والمعطيات من حرب غزة إلى الجنوب، ما يعني أن الموفد الفرنسي سيسعى من أجل إمكانية تسجيل خرقٍ على خط الإستحقاق الرئاسي، ليكون هناك رئيس للبنان لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة الناجمة عن تداعيات حرب غزة، ما ستترتّب على هذا الأمر من إرتدادات باعتبار لبنان الحلقة الأضعف في المنطقة، فيما يقابَل تحرّك لودريان بدور مفصلي يقوم به السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري، عبر لقاءاته مع السفراء العرب والغربيين والمرجعيات السياسية والروحية من أجل مناصرة الشعب الفلسطيني والتأكيد على دور لبنان وسيادته وإستقلاله، على اعتبار أن الرياض لن تدخل في لعبة الأسماء رئاسياً، بل مقاربتها واضحة لا تتبدّل ولا تتغيّر، وقد سبق أن أعربت عنها في أكثر من مناسبة.