كان لافتاً في سياق انتخاب رئيس للجمهوريّة، ما بدا أنّه استعجال فرنسي للحسم الرئاسي، الذي تجلّى في مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مزامنة الاتفاق على وقف إطلاق النار، بإيفاد الوسيط الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت.
وبحسب معلومات ديبلوماسيّة موثوقة فإنّ "المبادرة الفرنسيّة منسقة بالكامل مع الأميركيّين، إذ أنّ واشنطن وباريس اجتمعا على جهد مشترك، فصله الأول اتفاق وقف إطلاق النار، وفصله الثاني حسم الملف الرئاسي في لبنان على وجه السرعة".
وأكّدت المعلومات أنّ "إيفاد لودريان تمّ تنسيقه مع المراجع اللبنانية وكذلك مع سفراء اللجنة الخماسية الذين سيلتقي بهم لودريان في مستهلّ حركة مكوكيّة له بين الأطراف السياسيّة في الساعات المقبلة، لبناء توافق على ما يسمّى الخيار الرئاسي التوافقي"، على أن تبدأ هذه الحركة بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
وأوضحت مصادر ديبلوماسيّة من العاصمة الفرنسية أنّ "زيارة لو دريان إلى بيروت اليوم الخميس، مختلفة بشكل جذري عن سابقاتها، وخصوصاً انّ الظروف اختلفت بشكل جذري عمّا كانت عليه من قبل، فضلاً عن أنّ الارضية اللبنانية باتت حالياً مهيأة أكثر من ذي قبل للتعجيل في انتخاب رئيس للبنان".
وعكست المصادر عينها "تفاؤلاً يسود الإيليزيه، حيال إمكان نجاح لودريان في مهمته"، مشيرةً إلى أنّ "توجيهات ماكرون تشدّد على بذل أقصى جهد ممكن لإنهاء أزمة الرئاسة اللبنانية قبل آخر السنة الحالية، مؤكّداً انّ باريس، وكما سيكون لها الدور الفاعل في قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل)، ولجنة المراقبة (المتصلة بتنفيذ القرار 1701)، وضمان تنفيذه لتوفير الأمن والاستقرار على جانبَي الحدود، ستكون، إضافة إلى ما أسّست له في مؤتمر باريس لدعم لبنان، حاضرة بقوّة على خطّ توفير دعم إضافي في ما يتطلّبه من مساعدات تمكّنه من عبور أزمته الصعبة ووضعها على سكّة الإنتعاش".