"ليكن ذكرك مؤبداً".. القصيفي نعى بوحبيب

Doc-P-540081-638889325915678202

نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي في بيان، الوزير السابق للخارجية عبدالله بو حبيب "الذي طوى الصفحة الأخيرة من كتاب حياته الحافل بالتحديات والاحلام، مذ كان يافعا في بلدته روميه، وعلى مقاعد الدراسة في مرحلتيها الثانوية والجامعية، قبل أن يحمله الطموح على جناحيه إلى الولايات المتحدة الاميركية، ومنها إلى الديبلوماسية التي مثل فيها لبنان سفيرا بواشنطن، بعدما تحصن بشهادة الدكتوراه في الاقتصاد في جامعة فاندربيلت وعمل خبيرا في البنك الدولي".

أضاف: "كان عبدالله بو حبيب لبنانيا حتى العظم، مناضلا صلبا في سبيل وطنه، وتولى مسؤوليات جساما في أشد اوقات المحن التي تتالت على لبنان، وكان عليه أن يمشي مستقيما بين خطوط متعرجة. على أن الطواف الطويل بين أزقة الدبلوماسية ودهاليزها وعالم الاستشارات في البنك الدولي، وطّد حضوره السياسي والاكاديمي وزاده معرفة بأسرار السياسات وكواليسها، ومفاتيح اللعبة الدولية التي تقرر مصائر الدول والشعوب، وعاد إلى لبنان مغلبا هواه على مصلحته الشخصية، منخرطا في الشأن العام على طريقته الخاصة، وكان نائبا لرئيس الرابطة المارونية، ومحركا لنشاطات ثقافية وبحثية واستاذا محاضرا في جامعة الحكمة، قبل أن يعين وزيرا للخارجية في أكثر الأوقات حرجا، مواجها حصارا دبلوماسيا دوليا وعربيا غير معلن على لبنان فترتذاك. وغالب الصعاب محاولا فكفكة العقد وتدوير الزوايا وهو الخبير في "الكيمياء" اللبنانية التي عجم عودها وامتحن تضاريسها، مقدما افضل ما يمكن أن يقدمه لبناني لوطنه في أزمنة الشدائد. وفي كتابه "أوراق من واشنطن" يكتب تجربته في سفارة لبنان في الدولة العظمى بحبر المعاناة، ولهف الفتى الذي صدم بقساوة الواقع القامع للاحلام".

ختم: "يغيب عبدالله بو حبيب الصديق القديم مواريا معه مرحلة من حياة لبنان اجتهدنا معا ليكون أحلى وابهى، واكثر قوة، يستظله جميع ابنائه بالعدل والكرامة والمساواة، وليس كل ما يتمنى المرء يدركه، لكن المحاولة الشجاعة هي خير عزاء ولو لم تثمر افعالا بقدر التمني. فنم قرير العين يا صديقي، وليهنأ لك الرقاد في تربة روميه ملتحقا بمن سبقك من أحبة بكيناهم ذات يوم ، وليكن ذكرك وذكرهم مؤبدا".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: