عندما أنجز مرجع مالي بارز كل الأمور والقضايا المتعلقة بصندوق النقد الدولي ، إلتقى بعد ذلك مباشرة بصديق قديم فسأله ماذا عن الوضع مع صندوق النقد الدولي، فأجابه أنه أنجز كل شيء لكن كان الجواب لا دعم للبنان إلا في حال حصول الإنتخابات والإصلاح، ليرد المرجع المالي قائلاً لصديقه: هل تعتقد أنه في هذا العهد ومع هذه المنظومة السياسية سنصل إلى إصلاحات؟ أشك بذلك وبأي دعم ومن أي دولة .
وفي سياق آخر لوحظ إنكفاء الدور الفرنسي الذي أعطى إيران و "حزب الله" مساحةً واسعة في لبنان وهو ما انعكس سلباً على مجمل الأوضاع الداخلية، إلا أن ومضة أمل ظهرت من خلال مواقف الخارجية السعودية التي أكدت على دعم لبنان وذلك في حال أحسن زعماؤه ولوج الإصلاح ومن ثم أن يكون هناك دولة وسلاح شرعي واحد ، وبالتالي المسألة في يدهم والكرة في ملعبهم، بهذا المعنى فإن الأميركيين ووفق معلومات مؤكدة لـموقع "LebTalks" كانوا نافرين من الموقف الفرنسي في لبنان على الرغم من تفويضهم أن يصلوا بالمبادرة الفرنسية إلى شاطىء الأمان . لكن الذي جرى أن "حزب الله" وسع نفوذه في البلد على كافة المستويات السياسية في حين أن الفرنسيين بدوا غاضبين من تدخل الحزب في القضاء والسعي لقبع القاضي طارق البيطار.
من هنا يمكن القول أن الدور السعودي سيعود إلى لبنان في حال كان هناك متغيرات في هذا البلد على أن يكون هناك دولة مركزية وسلاح واحد، وبالتالي أن تتوقف الحملات تجاه المملكة وهذا ما يحذو حذوه دول الخليج العربي وبالتالي فإن الأجواء وفق
ما يتم تناقله من عواصم القرار فإن الأسابيع القليلة المقبلة في لبنان، ستكون بالغة الأهمية بحيث هناك مؤشرات دولية ووفق ما يتم تناقله عبر أقنية متعددة عن إنسحاب الحزب من اليمن ومن ثم أن يكون هناك مؤشرات إيجابية على صعيد المفاوضات الإيرانية-السعودية وعندئذ ينعكس ذلك على الجو اللبناني الداخلي.
وأخيراً من هذا المنطلق يخطىء من يظن بأن السعودية خرجت من لبنان ولن تعود ، فهي باقية فيه وسفارتها في بيروت تعمل بشكل طبيعي وصولاً إلى أن هناك ربع مليون لبناني يعملون في السعودية ويحظون بأفضل معاملة، لذلك ثمة إشارات قد تظهر في وقت قريب وعندها يبنى على الشيء مقتضاه.
