ماذا تعرفون عن السياحة في عنجر “المدينة الأموية”؟!

10693CFE-C3F5-4E10-8FBE-D4DD04929A4C

في العصور القديمة، كانت عنجر موقعاً تجارياً مهماً في البقاع، إذ كانت تُعدّ مفترقاً للطرق التي تؤدي إلى حمص وطبريا وبيروت ودمشق، مما جعلها موقعاً مميزاً طوال العصور الوسطى، وقد ازدهرت المدينة واكتسبت ثرواتها من نبع يتدفق في الجبال الشرقية.
يعود أصل إسم “عنجر” إلى “عين جرة”، وهي مدينة قديمة أسسها العرب في الفترة الهلنستية.

وعلى الرغم من أنها كانت واحدة من المواقع القديمة المهمة في لبنان، مثل صور وصيدا وبيروت وغيرها، إلا أن عنجر فقدت بريقها بسرعة فقد تراجعت رواجيتها بعد بضعة عقود فقط من بداية القرن السابع.
تُعتبر عنجر، بالإضافة الى مسجد بعلبك المجاور، من أهم المواقع الأموية في التاريخ العربي، كما أن هذه المدينة هي واحدة من أكبر المواقع الأموية المحتفظ بها في الشرق وتم إدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1984.

نشأة المدينة

بُنيت مدينة عنجر على مخطط مستطيل الشكل وأقيم حولها سور يبلغ طوله 370 متراً وعرضه 310 أمتار، وقد دُعّمت الأسوار من الجهة الخارجية بستة وثلاثين برجاً نصف دائري، كما دُعّمت زواياها بأربعة أبراج دائرية. وتبلغ سماكة هذه الأسوار نحو مترين، فيما يربو ارتفاعها عن سبعة أمتار.

وهي مشيّدة بالحجر الكلسي بشكل جُعلت فيه واجهتا البناء الخارجية المطلة على السهل والداخلية المطلة على المدينة من الحجر المقصوب، فيما ركم الفراغ بينهما بمزيج من الحجر الغشيم والحصى وطين الكلس. وتنتشر هنا وهنالك على واجهة السور الخارجية خربشات يصل عددها إلى ستين خربشة نقشها بعض الزائرين أو سكان المدينة في العصر الأموي، ومن بينها واحدة تعود إلى عام 123 للهجرة، أي 741 ميلادية.

أما الأبنية التي تقوم داخل المدينة فقد بُنيت وفق أسلوب شاعَ استعماله في العصر البيزنطي، ويعتمد على تعاقب الحجر ومداميك طوب الفخار، ويشكل هذا الأسلوب وسيلة للتخفيف من ثقالة البنيان ولإعطاء البناء شيئاً من المرونة تمكنه من مواجهة خطر الزلازل، بالإضافة إلى كونه يعتمد على تقنية بنائية سريعة التنفيذ ومتواضعة الكلفة.

شكل سور المدينة

أُقيم السور بشكل تقابل فيه واجهاته الأربع الجهات الأربع الرئيسية، وفُتح في وسط كل منها باب يحيط به برجان نصفيان، وتم شق طريقين رئيسيين يصل إحدهما الباب الشمالي بالباب الجنوبي، ويصل الآخر الباب الشرقي بالباب الغربي بحيث يلتقيان في وسط المدينة ويقطعانها إلى أربعة أحياء، على طراز النمط العمراني الذي كان يُعتمد عند إنشاء الثكن العسكرية الرومانية، والذي شاع استعماله عند بناء المدن الحديثة منذ أيام الرومان وحتى العصر البيزنطي.
ويشكل التقاء هذين الطريقين ما يُعرف في تاريخ العمارة بـ “البوابة الرباعية” التي استخدمت في إنشائها عناصر بنائية قديمة تم استخراجها من إحدى المنشآت الرومانية. كما تخترق وسط شوارع المدينة شبكة من المجارير المعدّة لتصريف المياه المبتذلة، وقد جهّزت بالفتحات اللازمة لمراقبتها وتنظيفها. وبهدف التركيز على دور عنجر كمركز للتبادل التجاري،
أنشىء في المدينة نحو 600 حانوت، يتم الدخول إليها والخروج منها من الأروقة المسقوفة الواقعة على جانبي الطريقين

الأنشطة داخل عنجر

يفتح الموقع أبوابه للزائرين يومياً على مدار السنة، وعلى مقربة من الأطلال يجد الزائر عدداً من المقاهي والمطاعم التي تقدم له أشهى الأطباق اللبنانية والأرمينية إضافة إلى سمك الترويت الطازج.

ولا بد من الإشارة إلى أن عنجر تفتقر إلى الفنادق لا سيما وأن مدينة شتورة لا تبعد عنها أكثر من 15 كيلومتراً

إذا سمح لك الوقت، لا تتوانى عن زيارة نبع عنجر الذي أعطى إسمه للمدينة والذي يقع على بعد حوالي 3 كيلومترات إلى الشمال الشرقي منها، كما لا تتوانى عن زيارة المعبد الروماني الذي بُني على تلة مجدل عنجر على بعد كيلومتر واحد إلى غربي عنجر، وكذلك المعبد الروماني القائم في بلدة كفر زبد.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: