كتب المحرر السياسي
وقف رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون في جزين قائلا “إن الدول الأوروبية تريد إبقاء النازحين هنا” من دون أن يشرح للبنانيين ماذا فعل طوال ست سنوات كرئيس للجمهورية من أجل إعادة النازحين ومن أجل التصدي لهذه “المؤامرة الأوروبية الدولية” فهل كان الرئيس عون في وقتها عاجزا عن ذلك؟
طبعا ليس العماد عون عاجزا عن التصدي لأي مشكلة أو أزمة فهو القائل “يستطيع العالم أن يسحقني ولكنه لن يأخذ توقيعه”ولكن يبدو ومن خلال الوقائع أيضا أن التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة في العام ٢٠١٧ تم بتوقيعه وبطلب أميركي،فهل هناك من طلب من الرئيس عون في خلال ولايته أيضا عدم معالجة موضوع النازحين مع صديقه الرئيس السوري بشار الأسد؟
عودة النازحين السوريين كما يطرحها الرئيس السابق وفريقه يفترض أن تحصل باتجاه المناطق الآمنة في سوريا وهذه المناطق هي إما تحت سيطرة النظام وإما تحت سيطرةالمعارضة،وكان الأحرى بالعماد عون أن يتخطى كل العوائق والإعتراضات وأن يذهب مباشرة إلى حوار مع صديقه الرئيس بشار الأسد من أجل عودة جماعية إلى المناطق الآمنة التي يسيطر عليها النظام وحلفاؤه وتحديدا حزب الله،وقد كان بالإمكان إعادة عشرات الآلاف من النازحين المتواجدين في مخيمات عرسال إلى مناطق الزبداني والقلمون والقصير فلماذا لم تحصل هذه الخطوة؟هل لأن عون لم يبادر؟هل لأن الرئيس الأسد لم يستجب لمبادرة الرئيس عون؟هل لأن النظام وحلفاؤه لا يريدون عودة النازحين إلى هذه المناطق التي هجروا منها؟
الأجوبة على هذه الأسئلة يفترض أن تكون موجودة لدى الرئيس عون ولدى التيار الوطني الحر صديق النظام السوري وحليف حزب الله،ولا يمكن أن يكون الأوروبيون وغيرهم قد منعوا بحث عودة هؤلاء النازحين إلى تلك المناطق،ولا يمكن لهم أن يكونوا قد حرضوا السلطات السورية وحلفائها على عدم تسهيل العودة.
يحاول الرئيس السابق ميشال عون والتيار الوطني الحر التملص من أي مسؤولية في أزمة النازحين في لبنان،وقد شاركوا في السلطة منذ بدء الحرب في سوريا في العام ٢٠١١ وحتى اليوم،والمشارك في السلطة هو شريك في فشلها ونجاحها وفي اول قائمة الفشل معالجة أزمة النزوح السوري.