يكشف سفير سابق عن أن الحراك الفرنسي المرتقب في الساعات ال48 المقبلة في المنطقة، لن يكون على مستوى التوقعات اللبنانية إزاء قدرة اللقاءات التي سيجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على فتح كوة في جدار العلاقات المقطوعة بين لبنان ودول الخليج، وعلى وجه الخصوص العلاقة بين بيروت والرياض، وذلك في ضوء الفتور الواضح الذي يحيط بالعلاقات الفرنسية- السعودية والذي يعود لفترة سابقة وتحديداً منذ مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة الحالية في لبنان، وبالتالي التفاهم الذي حصل ما بين باريس وطهران حول التسوية الحكومية في لبنان. ويعزو السفير السابق هذا "التشاؤم" في سياق الحل مع الخليج، إلى أن القيادة السعودية، تنظر بعين الريبة إلى مبادرة الرئيس ماكرون باتجاه بيروت من جهة وطهران من جهة أخرى، للدخول على خط عملية تأليف الحكومة في لبنان ومن دون أي تنسيق مع المملكة أو مع جامعة الدول العربية.
ولم يتوقع أن يتطرّق الرئيس ماكرون في محادثاته مع المسؤولين الخليجيين ، إلى الأزمة الديبلوماسية مع لبنان بشكل مباشر، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي سيدعو قادة هذه الدول إلى تعزيز التنسيق مع باريس من أجل العمل على مساعدة ودعم لبنان الذي يواجه أزمات خطيرة، مع العلم أن القناعة الثابتة لدى العواصم الخليجية كما لدى المملكة ، هي أن أزمة تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، هي مسألة لبنانية داخلية وبالتالي فإن تسويتها هي لبنانية ولدى المسؤولين في بيروت بالدرجة الأولى.
لكن هذا الواقع لا يعني بالضرورة أن مساعدة لبنان لن تكون على طاولة الجولة الرئاسية الفرنسية، حيث تلفت الأوساط نفسها إلى أن التركيز وبشكل حاسم هو على دعم الشعب اللبناني ومساعدته على تخطي الظروف المعيشية والحياتية الدقيقة في ظل موجة الغلاء الفاحش والأنهيار الكارثي للعملة الوطنية ، وبالتالي فإن هذا سيكون أقصى ما ستؤول إليه جولة ماكرون الخليجية.
