ما بعد "غداء السفارة" كما قبله رئاسياً

Picture taken on September 14, 2016, shows the french flag flying the french ambassador's residency in the Lebanese capital Beirut, also known as the Pine Residency or the Palace of the Pines.
The palace holds a particular historical importance since French General Henri Gouraud declared the creation of the state of Greater Lebanon on September 1, 1920 from its porch. The Pine Residency will be open to public on September 18, as part of France's Heritage Day. / AFP / PATRICK BAZ        (Photo credit should read PATRICK BAZ/AFP/Getty Images)

لم تختلف مواقف الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، وراء الأبواب في محادثاته مع الشخصيات التي التقاها على مدى اليومين الماضيين، عن جوهر تصريحاته المتعلقة بالإستحقاق الرئاسي، حيث أنه شدد أولاً وأخيراً على حتمية الخروج من حال عدم التوافق والإنسداد، ملقياً كرة المبادرة في ملعب الكتل النيابية، التي لم تتوان خلال الغداء التكريمي في قصر الصنوبر، عن التعبير صراحةً عن معارضتها للإتجاهات الرئاسية الفرنسية من الملف خصوصاً بعدما لمس عدد كبير من النواب، أن لودريان لم يضع على المائدة قبل وخلال غداء السفارة الفرنسية، أية أفكار تسمح بتغيير الإنطباعات الأولية التي تكرست لدى بعض النواب، بل سعى إلى إطلاق "ميني حوار" نيابي، علماً أنه لن يكون من السهل فتح كوةٍ في جدار الشغور الرئاسي، في الوقت الحالي.
وقد يكون أبرز ما استخلصه أكثر من نائب بعد لقاء لودريان، أنه يحمل ورقةً بيضاء، وينتظر من المعنيين أن يكتبوا عليها تصورهم الخاص لحل الأزمة، بينما كان التركيز من قبل الشخصيات التي زارته في قصر الصنوبر، على استشراف ما هو مطروح من معطيات فرنسية وسعودية وإيرانية، تسمح بتشكيل نواة تسوية رئاسية بتوقيع العواصم الثلاث، وذلك بانتظار اتضاح الموقف الأميركي، الذي ما زال غامضاً على الرغم من دخول واشنطن فجأةً ومن خلال سفيرتها دوروثي شيا، على خطّ الإستحقاق الرئاسي ومواصفات الرئيس المقبل، والتي سبق واتفقت عليها خلال الإجتماع الثلاثي الذي جمعها مع السعودية وفرنسا منذ نحو عام.
وبالتالي، من اللافت أن لودريان، بدا على اطلاعٍ تام على كل المعطيات كما التوازنات السياسية على الساحة الداخلية، كما على الخلافات التي تتجاوز حدود الملف الرئاسي إلى مصير المرحلة المقبلة على عدة مستويات سياسية ومالية واقتصادية وأمنية.
ورداً على السؤال الأبرز المطروح على هامش زيارة لودريان الأولى إلى بيروت، وهو موقف بلاده من المرشحين الرئاسيين، فقد تفادى لودريان ذكر أي مرشّح أو اسم، كما أنه امتنع عن الرد على الملاحظات التي لم يخفها نواب المعارضة، حول مبادرة الرئيس إمانويل ماكرون الرئاسية.
ومن ضمن هذا السياق، من الممكن إدارج مناخ الحذر الذي طبع مداخلات النواب وخصوصاً المعارضين منهم، أمام لودريان، الذي لا يملك كلمة السر الرئاسية، حيث أن مصدراً نيابياً، أكد أن واقع الفراغ الرئاسي بعد حركة موفد ماكرون الشخصي في بيروت، على حاله وما من مؤشرات على أي تغيير، على الأقل على صعيد تسريع موعد المحاولة ال13 لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: