لا يمكن وضع ما جرى أمس في منطقة العاقبية في جنوب لبنان، مع القوات الدولية في إطار الحادث العابر، لأن ما جرى يحمل في طياته العديد من الإشارات، لا سيما في الوضع الحالي الذي يعيشه لبنان.
ففي الوقت، الذي رفع فيه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الصوت عالياً منادياً بضرورة تدويل الأزمة اللبنانية، يأتي الإعتداء على اليونيفل كرسالة غير مباشرة، خصوصاً وأن الدول المشاركة في قوات حفظ السلام، لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يتعرض له أبناؤها على الأراضي اللبنانية، بل ستعمل على اتخاذ اجراءات على الحدود، أو على الصعيدين الاقليمي والدولي، كما يمكن الذهاب نحو تدخل دولي في لبنان، لحماية هذه العناصر، وبالتالي الإتجاه نحو تدويل للأزمة اللبنانية، كما طالب البطريرك الراعي من باب حماية عناصر اليونيفل.
وبناءً على ما تقدم، تتظهر الصورة أكثر فأكثر في الرسالة التي أراد "حزب الله" إيصالها اليوم إلى اللبنانيين ، سواء من خلال الإعتداء على عناصر اليونيفل، أو من خلال ما كتب في صحيفة "الأخبار"، الناطقة غير الرسمية بلسان الحزب ، ومفاده أن "التدويل يضع المسيحيين بخطر، لتجييش النعرات الطائفية"، منعاً لأي تدخل خارجي، في حين أن الطوائف الأخرى هي التي تواجه الخطر اليوم.
