“ما تقوم به إسرائيل يزيدنا تقوى”.. المفتي امام: لنبنِ دولة خالية من الفساد

mhammad imam

أمّ المفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق المصلين في المسجد المنصوري الكبير، بمشاركة نجيب ميقاتي والنائبين كريم كباره وأشرف ريفي والوزير والنائب السابق عمر مسقاوي، ورئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، ورئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة، ورئيس مصلحة الصحة في الشمال سعد الله صابونة، ممثلاً لمحافظ الشمال بالإنابة إيمان الرافعي.

وتناول المفتي محمد طارق في مستهل خطبة العيد الاستهدافات التي قامت بها إسرائيل أمس على الجنوب وعلى العاصمة بيروت، وقال: “لقد أبت إسرائيل الغاشم إلا أن تغمس عيدنا بالدم، وأن تذكرنا بأنها موجودة، وبأنها التي سرقت البلاد، والتي اعتدت على المقدسات.”

وتابع: “إن ما تقوم به إسرائيل دو يزيدنا تقوى بالله ويزيدنا ثباتًا على الحق رفضًا للظلم والقهر ووقوفًا مع المظلومين. وبنفس القوة التي نرفض بها ‘اعتداء’ إسرائيل، نقول لمن بيدهم السلاح ولمن يعنيهم الأمر في الداخل اللبناني أن نسارع لإيجاد حل لهذا السلاح بحيث يكون في خدمة الوطن والمواطن والمؤسسات الشرعية ليكون في نصابه الصحيح. تعالوا لنبنِ معًا دولة خالية من الفساد، تعالوا لنكون معًا في خندق واحد لنعيش في وطن مزدهر ومتطور ومستقر، لأن ذلك أنفع للمقاومة وأنفع للسلام وللبنان قوي، وللبنان متماسك، ولبنان مرتاح، قوي داعم للقضية والمقاومة، أقوى من لبنان المفكك والمشرذم، لبنان الذي يعادي بعضه بعضًا. تعالوا لكي لا يكون السلاح سببًا لتعالي فئة على أخرى معه في الوطن، ومذهبًا على بقية المذاهب، وطائفة على بقية الطوائف، لكي لا يكون هذا السلاح سببًا لمكاسب ومميزات وامتيازات، فهذا يجب أن يوجد له حل.”

وأضاف:
“بنفس القوة التي نرفض بها العدوان على عاصمتنا وأهلنا ووطننا، كل ذلك في سياق واحد، والأمر مستطاع إذا ما صفت النيات وحسن القصد، وجُرِي تصويب البوصلة على ما يفيد لبنان ويحقق سيادته، بأن نكون جميعًا هدفنا سيادة وطننا بما يليق بأبنائه الذين يختزنون الطاقات العالية والخبرات المهمة وينتشرون في الأرض. من المعيب أن لا يكون وطنهم حاضنًا لهم، فلنكن في وطن متماسك قوي يسوده القانون والكفاءة والأهلية، ويسري ذلك على الجميع، ويعيش فيه الجميع على قدم المساواة، ويكون الجميع فعلاً منصهرين في وحدة وطنية تعنيهم الوقوف صفًا واحدًا مقابل عدو على حدودنا لا يعرف معنى الرحمة ولا يرى إلا الظلم والقتل والتدمير.”

وتناول المفتي مفهوم العيد على مستويات الإيمان والتضحية، مشددًا على أن: “الدنيا ليست دار المغانم، إنما هي دار المغارم للعمل وللسعي واللين في التعامل مع الناس، ولو كان ذلك على حساب شيء مما تراه حقًا لك. لماذا؟ بهدف أسمى وهو جمع الكلمة، وهو التعاون والنفع العام والمصلحة العامة، وهذا يعنينا في طرابلس وفي مجلسها البلدي الكريم، والذي لا شك أن الجميع فيه على قدر من الطيبة والغيرة والإقدام والكفاءة، ولكن لتكن التقوى في القلب ولتكن التضحية أيضًا سلوكًا وعملًا في كل أمورنا وفي علاقاتنا.”

كما لفت إلى أن: “العيد يعلمنا أيضًا التجرد الذي يتجلى بأبهى صورة له في الحج، فيلبس الجميع ثيابًا واحدة لا تفرق أميرًا من فقير، وبالتالي فإن التشرذم ينعكس سلبًا على الشعوب والإنسانية وينعكس على شعور الإنسان قبل سلوكه، وهذا نريد أيضًا أن نعيشه في طرابلس وفي المجلس البلدي الكريم، بإذن الله تلتئم الأمور وتتيسر وتصفو التوجهات، أما النفوس فهي صافية إن شاء الله، ولكن لابد من التقوى والتضحية والتجرد حتى نكون جميعًا في الطريق السليم وفي ما تريده طرابلس التي تتطلع لكي تعيش في أمان، وأن تحظى ببلدية تعكف على مصالحها وتنمي وتحفظ وتقوم بدورها.”

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: